السلطة : اسرائيل ارتكبت هذه "الجريمة" لإجهاض الجهود الأميركية . خمسة أطفال شهداء من عائلة واحدة في انفجار لغم مزروع في خان يونس

قبل أيام من وصول وفد الوساطة الأميركية برئاسة وليام بيرنز إلى المنطقة في مسعى لترتيب هدنة فلسطينية - إسرائيلية تمهيداً لاستئناف المفاوضات، استشهد خمسة أطفال فلسطينيين من عائلة واحدة بإنفجار غامض في خان يونس وصفته السلطة الفلسطينية بأنه "جريمة" حمّلت إسرائيل مسؤوليتها. راجع ص 7
وكان الأطفال الخمسة، وهم أبناء عمومة من عائلة الأسطل، في طريقهم الى مدرستهم عندما وقع الإنفجار فأحال بعضهم الى جثث متفحمة والبعض الآخر الى أشلاء اختلطت ببقايا الكتب والدفاتر والأقلام وتناثرت على أسطح المنازل وفوق الأشجار في منظر مريع أثار حنق المواطنين خصوصاً أنه وقع في الأسبوع الأول من شهر رمضان.
وتضاربت الروايات في شأن الانفجار وعدد الضحايا، ففي حين أفادت مصادر محلية أنه ناجم عن لغم زرعته القوات الإسرائيلية خلال عملية توغل ليل الاربعاء - الخميس لاستهداف المسلحين الفلسطينيين الذين ينشطون في تلك المنطقة المعروفة باسم "الدلتا" والمتاخمة لمستوطنة "جاني طال"، قالت السلطة الوطنية ان الإنفجار ناجم عن قذيفة لم تنفجر من مخلفات القصف المدفعي الإسرائيلي داس عليها او ركلها احد الاطفال الخمسة.
وأشارت مصادر طبية الى أن عدد الشهداء أربعة، إلا أن عائلة الأسطل أكدت ان عددهم خمسة، هم الشقيقان محمد نعيم الأسطل 13 عاماً وأكرم نعيم الأسطل 6 اعوام، والشقيقان عمر إدريس الأسطل 13 عاماً وأنيس إدريس الأسطل 11 عاماً ومحمد سلطان الأسطل 12 عاماً. كما أصيب أحد أقارب الشهداء وهو أحمد ديب الأسطل 22 عاماً أثناء عمله في الزراعة في أرضه القريبة من موقع الانفجار.
وحملت السلطة الفلسطينية اسرائيل مسؤولية هذه "الجريمة" التي اعتبرها نبيل ابو ردينة "استمراراً للعبث وسياسة التصعيد وجزءاً من المسلسل الاسرائيلي المدان الذي يهدف الى تخريب الجهود السلمية الدولية والاميركية". كذلك قال وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات ان "السلطة ابلغت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا ودول العالم في رسائل عاجل بالجريمة الاسرائيلية" و"طالبناهم بالتدخل لوقف الاعتداءات".
في غضون ذلك، واصلت اسرائيل سياسة التصعيد ازاء الفلسطينيين، فأغلقت مكاتب أمن فلسطينية في بلدة العيزرية على مشارف القدس الشرقية، كما اعتقل جنود من "الوحدات الخاصة" ستة طلاب فلسطينيين خلال عملية توغل في بلدة بيرزيت الخاضعة للسلطة الفلسطينية. ووصف رئيس الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية هذه الخطوات بأنها "محاولة اسرائيلية لاجهاض أي جهود أميركية لاحتواء العدوان الاسرائيلي وتسميم الاجواء قبل وصول المبعوثين الاميركيين".