الخبر الذي وصلنا قبل يومين من مصدر موثوق به يقول فيه "أن اميركا تضغط عبر سفيرها في بيروت على الحكم في لبنان من أجل فرض سمو الشيخ رفيق أفندي الحريري رئيساً للحكومة المقبلة، وذلك لكي يمرر مشاريعها على لبنان، أولها توطين الفلسطينيين ثم تجنيس ما تبقى من الغرباء الذين لم يحصلوا عليها بعد. الحريري مستعد أن يفعل أي شيء من اجل الوصول الى الحكم. على ظهر وطنه "مش مهم"، على محو المغتربين نهائياً من لبنان "مش مهم"، المهم عنده ان يصل. كيف؟ "مش مهم". أجل، وضحت الرؤية، ولم تكن من قبل غامضة ولا غائمة، ولا غائبة... لكن كل مسارات الاحداث، وكل ملابساتها، أبت الا ان تزيد الرؤية وضوحاً على وضوحها، حتى وان كان هناك بعض شك، سقط عن شكه... وغادره ارتيابه... وأصبح متيقناً بكل اليقين... من كل أبعاد تلك "المؤامرة البشعة" والمتسمة بأفظع صور الدناءة والخسة والتي اريد بها إزالة لبنان من الوجود لكي لا يزاحم اسرائيل بكل ما في هذه الكلمة من معنى في منطقة الشرق الأوسط. لو كنت صاحب مصلحة لالتزمت الصمت... وصفقت... وهتفت... وهادنت اميركا... وكنت سأحمي الخبر بالتعتيم المقصود، لكن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار. ان مشكلة اميركا اليوم هي أنها لا تريد ان تفهم بأن دور الحريري انتهى الى غير رجعة - لا أحد يريده، لا المقيمين ولا المغتربين... آه، المغتربين، لا نريد ان نتذكر ايام الحريري السوداء في الحكم. لقد وصل "فيتو المغتربين" على الحريري الى مسامع الدولة وهو خط أحمر لا يستطيع أحمد تجاوزه أو تجاهله، الحريري لا يريدهم في وطنهم لبنان؟ مع انه لم يبق في أيدي لبنان الا "سلاح المغتربين"، هذا في وجه اميركا... وأوروبا... وبعض العرب.. الذين ربما يكون الله قد أرسلهم الى عالم الاغتراب - ليس ليكونوا مصدر ثراء وحسب، وانما لكي يصبحوا الى جانب هذا - سلاحاً في أيدي الوطن يشهره في وجه اعدائه كلما دعت الضرورة الى ذلك، نعم... المغتربين. وبرغم حقد الحريري عليهم سيظلوا سلاحاً قوياً وبتاراً وبالغ التأثير في اشعار العالم كله "بتلك المؤامرة البشعة" التي تقترفها اميركا في حق لبنان، والتي أفصح سفيرها في بيروت - بما ليس بعده افصاح - عن حقيقة أبعادها... وحقيقة أهدافها. الولاياتالمتحدة - مفيد الغزال