عشية انعقاد قمة "الثمانية الكبار" في أوكيناوا اعربت موسكو عن استيائها الشديد لإقرار مجلس النواب الأميركي قانوناً يمنع جدولة ديون موسكولواشنطن لحين إزالة محطة الرادار الروسية في كوبا. واعتبر رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف تبني القانون تجسيداً لصراعات داخلية في الولاياتالمتحدة. وكان الكونغرس وافق على مشروع قانون اعده النواب الجمهوريون ونص على منع جدولة الديون المتراكمة على الاتحاد السوفياتي السابق للولايات المتحدة، ومقدارها 485 مليون دولار، اذا لم توافق موسكو على تفكيك محطة الرادار في كوبا. واكد النواب الجمهوريون ان روسيا تنفق على المحطة سنوياً 300 مليون دولار وتستخدمها لأعمال التجسس على الولاياتالمتحدة. الا ان ادارة الرئيس بيل كلينتون اعترضت على القانون وشددت على ان المحطة تستخدم لمتابعة تنفيذ اتفاقات دولية في شأن منع انتشار الأسلحة. واعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما النواب الروسي دميتري روغوزين عن "الاستغراب الشديد"، وقال ان الولاياتالمتحدة "لا حق معنوياً لها" في المطالبة بتفكيك المحطة، اذ ان لها عدة محطات هائلة قرب حدود روسيا وفي بريطانيا وغرينلاند والنرويج. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر رسمي رفيع المستوى في الحكومة الروسية ان القانون المقترح "تدخل سافر" في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وانتهاك لمواثيق دولية. ومن جانبه، أشار رئيس الوزراء كاسيانوف الى ان "الربط بين الديون والمحطة مرفوض". وتابع ان بناء المحطة لم يكن سراً أخفي على واشنطن وهي استخدمت، شأن محطات اميركية مماثلة، لرصد تنفيذ اتفاقات دولية وثنائية. وفي اشارة الى الصراع الانتخابي الرئاسي بين المرشحين الديموقراطي والجمهوري، قال كاسيانوف ان طرح مشروع القانون "له صلة مباشرة بالاحداث الداخلية" في الولاياتالمتحدة. وقال ديبلوماسي روسي تحدثت اليه "الحياة" ان اثارة هذا الموضوع حالياً قد تهدف الى "تسميم جو" اللقاء الذي سيعقده الرئيسان بيل كلينتون وفلاديمير بوتين على هامش قمة "الثمانية الكبار" في اوكيناوا. واضاف ان موسكو تحاول احتواء المضاعفات السلبية المحتملة لأنها لا ترغب في فتح "جبهة اضافية" في اوكيناوا. وتابع ان موسكو شعرت ب"مرارة كبيرة" لاضطراها الى إلغاء اجتماع كان مقرراً ان يعقده بوتين مع نظيره الفرنسي جاك شيراك. وأوضح ان احتجاز السفينة الشراعية الروسية "سيدوف" في فرنسا بحجة المطالبة بتسديد ديون لشركة "نوغا" السويسرية قد أوصل العلاقات بين موسكو وباريس الى "الحضيض". ولكن المعلق الروسي ايغور دنيسوف ذكر ان الفرنسيين هم الذين "اشعلوا الضوء الأحمر" لمنع اللقاء الثنائي بين الرئيسين، وذلك للاعراب عن استياء فرنسا من تجاهل موسكو المطالب الأوروبية لوقف الحرب الشيشانية.