أعلنت شركة مجمع "التيسا للكيماويات TVK" المجرية الأسبوع الماضي تطوير تكنولوجيا جديدة للتخلص من نفايات البلاستيك بتصنيعها وتحويلها موادّ جديدة تستعمل في صناعة البناء وصناعات الصلب والمعادن وحماية البيئة. وتهدف هذه التكنولوجيا الى استعمال نفايات البلاستيك التي لا يمكن إعادتها الى الدورة الانتاجية، من طريق التدوير، recycling لتلوثها بمواد غريبة أو لعدم نقاوتها، كونها خليطاً من أنواع متعددة من البلاستيك، لصنع مواد جديدة أُطلق عليها اسم "سينتومن" Syntumen. وحصلت المادة الجديدة على تسجيل براءة اختراع أصلي نهاية العام الماضي، في المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع. وتمت حماية الاختراع في عشرات من الدول المتطورة صناعياً منذ ذلك الحين. وبين أهم جوانب استعمال هذه المادة يأتي حقل تعديل مواصفات الزفت البيتومين أو القار أو الإسفلت كما يسمى، للحصول على زفت ذي مواصفات عالية. ويمكن تحسين أداء الزفت برفع درجة ميوعته من 60 - 70 درجة مئوية الى ما يزيد عن 150، ما يعني فضائل كثيرة عند استخدامات بناء الطرق بالاسفلت، خصوصاً في المناطق الحارة مثل الشرق الأوسط. ويعطي استعمال هذه المادة في الزفت وإسفلت تبليط الطرق قدرة عالية على تحمل ثقل عجلات السيارات ومركبات الشحن، إذ أثبتت التجارب التي أجراها معهد مواصفات الطرق العامة المجري خلال العامين الماضيين، والطرق التجريبية التي صنعت باستخدام السينتومن أن كفاية الاسفلت تحسنت كثيراً، وبالذات مواصفاته المتعلقة بالتغيرات الشديدة لدرجة الحرارة الحرارة والبرودة على السواء. وتتركز فكرة هذا الاختراع الأساسية على الحقيقة المعروفة القائلة بتقادم البلاستيك وتأثره بالعوامل البيئية المختلفة الحرارة وأشعة الشمس وغير ذلك ما يفقده مواصفاته ويؤدي الى تلفه مثل تفتت صفائح البلاستيك التي تتعرض لأشعة الشمس طويلاً وتآكلها. ولهذا السبب عمدت صناعة البلاستيك الى إضافة مواد كيماوية مثبتة stabilisers لمنع تحلل جزيئات البلاستيك وتكسرها، وفي المقابل جاء اختراع السينتومن ليقلب المعادلة عبر تسريع التحلل وتكسير جزيئات البلاستيك باستعمال الطرق الكيماوية والميكانيكية للحصول على هذه المادة الجديدة التي يمكن صناعتها من خليط من أنواع البلاستيك بنسب معلومة وبإضافة مواد أُخرى ومعالجتها كيماوياً وحرارياً وميكانيكياً. وأكد البروفسور تماش سيَكَي صاحب الاختراع في مؤتمر صحافي عقد الخميس 11 أيار مايو ان في الامكان ضرب عصفورين بحجر. فمن جهة يمكن استعمال كميات كبيرة من نفايات البلاستيك التي يستحيل استخدامها مجدداً، بل يتحتم نقلها الى المزابل لانتاج السنتومن. وتبلغ نسبة البلاستيك المدور في الدول المتطورة نسبة ضئيلة تتفاوت بين 10 و20 في المئة، لصعوبة فصل أنواع البلاستيك بعضها عن بعض. وبذلك تكاد كمية البلاستيك الذي يرمى في المزابل تقرب من 100 مليون طن سنوياً في العالم. ولهذا السبب تصنف هذه التكنولوجيا بين الوسائل التي يمكن استعمالها لحماية البيئة وخفض كمية النفايات التي ترسل الى المزابل. من جهة أخرى فإن انتاج السينتومن عملية اقتصادية مربحة، إذ أن سعر هذه المادة يقل كثيراً عن سعر مواد تعديل الزفت Bitumen modifiers المتوافرة الآن في الأسواق، واستعمالها يعطي نتائج مماثلة لتلك التي نحصل عليها عند استعمال تلك المنتوجات. دامت عملية تطوير هذه التكنولوجيا قرابة ثلاث سنوات، ويعمل الآن مصنع ينتج السنتومن بطاقة سنوية تبلغ 1500 طن سنوياً، وتخطط الشركة لرفع هذه الطاقة الى 6000 طن خلال العام المقبل. ويرى خبراء الشركة أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد إنشاء عدد من وحدات انتاج هذه المادة، إذ من الأجدى اقتصادياً إنشاء وحدات صغيرة حيث تتكون نفايات البلاستيك نفايات صناعية أو نفايات السكان، بسبب الكلفة العالية لنقل هذه المخلفات التي تشغل حجماً كبيراً لمسافات طويلة الى معملٍ واحد، يعمل بطاقة انتاجية كبيرة. وأضاف البروفسور سيَكَي أن النية معقودة على تصدير التكنولوجيا، وأن الشركة ستعمل على تصدير وحدات انتاجية جاهزة عند الطلب. وتعتبر شركة مجمع "التيسا للكيماويات" من أكبر منتجي أنواع البولي أثيلين والبولي بروبيلين في أوروبا الوسطى.