عبدَ الحميد دخلتَ مكة مُحرِماً غادرتها تواً إلى الجناتِ تطوفُ تسعى ثم ترمي جمرةً تدعُ الإله الواسعَ الرحماتِ وفعلت ما ناءتْ جِبالٌ بِحملهِ يومَ الحجيج اليومَ في عرفاتِ كُنتَ المُعينَ لكل من قابلتهُ خيراً فعلت ففزت بالدعواتِ غادرتنا لكن روحك بيننا تهبُ الحنانَ وتهفو للصلواتِ كانت حياتكَ كلها في طاعة لله كُنت تسابقُ الخيراتِ فإذا ملائكة السما ترنو إلى الجسد المسجى الطاهر القسماتِ حملتك في أفق السما بك طوفت عرش الإله ورافع الدرجاتِ والحورُ عينٌ تهللت وتزينت فرحت بمقدمَ روحك السمواتِ مِنا وفاءُ تدع في صلواتها ربّ البرية غافِرَ الزلاتِ ولقد تحشرج صوتها عند البُكا تجري تهرولُ تسكبُ العبراتِ عبدَ الحميدِ فداك روحي كُنت لي خيرَ المُعين وواصل القُرباتِ رحلت عنا مثل حُلمٍ وانقضى وتركتنا نحيا مع الآهاتِ آهٍ وآهٍ إن طيفك لمْ يزل سيظل دوماً راشد الخطواتِ قد كُنت فينا خيرُ أخٍ أو أبٍ فعلى خُطاك نُسارع الوثباتِ وأبيْتَ إلا أن تموتَ بمكةٍ جنات معلا تضمُ خيرَ رفاتِ يا بعد عُمري صرت عند خديجةٍ زوج الرسول وصاحِب الشفعاتِ الرياض - وفاء البحيري