المعارضة اقنعت مركز كارتر بعدم مراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية . المبعوث الأميركي يغادر الخرطوم من دون تقدم في اتجاه التطبيع

اختتم المبعوث الأميركي إلى السودان هاري جونستون مهمته في الخرطوم من دون إحراز تقدم كبير في مسار الحوار بين الجانبين الذي بدأ في شباط فبراير الماضي، وبدت الحكومة خلال هذه المهمة أكثر حرصاً على تطبيع العلاقات مع واشنطن.
وقالت مصادر ديبلوماسية في وزارة الخارجية السودانية في تصريح ل"الحياة" إن جونستون "بات متفهماً لحقائق الأوضاع في السودان ولمس تجاوباً من الحكومة وجدية نحو إزالة العقبات التي تحول دون تطبيع العلاقات بين البلدين". وأشارت إلى أن الحوار بين الجانبين "سيتجاوز القضايا الخلافية العالقة إذا كانت واشنطن راغبة في علاقات مع الخرطوم".
وذكر نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ان السودان يأمل في أن تضفي زيارة المبعوث الأميركي إلى بلورة موقف واضح في الإدارة الأميركية تجاه العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وأكد حرص بلاده على اقامة علاقة جيدة مع الإدارة الأميركية وايجاد حل للقضايا الخلافية والتي تحول دون تطبيع العلاقات. وأضاف عثمان، الذي التقى جونستون، ان السودان "يتطلع إلى أن تؤدي الولايات المتحدة دوراً أساسياً ومهماً في دفع جهود عملية إحلال السلام على ضوء المبادرات المطروحة".
على صعيد آخر، قال رئيس المكتب السياسي لجبهة القوى الديموقراطية جاد المعارضة غازي سليمان ان خبراء مركز الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر استجابوا لمطالب المعارضة الداخلية بعدم مراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تزمع الحكومة اجراءها في تشرين الأول اكتوبر المقبل.
وأضاف ان رموزاً معارضة، بينها نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي سيد أحمد الحسين، طلبت من وفد مركز كارتر، الذي يتوسط لإنهاء الخلافات بين الخرطوم وكمبالا، عدم مراقبة الانتخابات التي ستجريها الحكومة "لأنها ستجرى من دون تحول ديموقراطي وان الخطوات الصحيحة تبدأ بعقد المؤتمر الدستوري وتصفية النظام الشمولي".
وقال سليمان، الذي يرأس اللجنة السودانية لحقوق الإنسان، إن المعارضة "مصرة على اجراء انتخابات في ظل دستور ديموقراطي وليس الدستور الحالي". وقال إن الحكومة "تمنع التجمع السلمي وتقيد الحريات الصحافية".
وزاد ان خبراء مركز كارتر "تفهموا موقفنا وأكدوا أنهم لن يشاركوا في أي انتخابات تجرى في السودان".
وكان وفد مركز كارتر الذي يزور السودان حالياً، التقى مسؤولين في وزارة الخارجية السودانية والمسؤولين في الهيئة العامة للانتخابات التي تعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية أعلنت الحكومة أنها ستجريها في تشرين الأول اكتوبر المقبل.