أودع جان - كريستوف ميتران نجل الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، سجن لاسنتيه الباريسي أمس، لينضم الى شخصيات فرنسية سبقته الى هناك، بعدما دينت بالفساد ووصفت تلك التجربة بأنها "مدمرة" راجع ص 7. وبات أكيداً ان يمضي ميتران الإبن عيد الميلاد في السجن، وذلك في خطوة فريدة في تاريخ القضاء الفرنسي، كون المحكمة قررت سجن شخصية بهذه الشهرة، من دون ان يقدم الادعاء دليلاً قاطعاً على تورطها بصفقات اسلحة الى افريقيا. ونظراً الى فتح هذا الملف بحماسة كبيرة، لم يستبعد مراقبون أن تكون الخطوة تمهيداً لاستدراج شخصيات أخرى، اسماؤها متداولة وراء الكواليس، من دون توافر أدلة ضدها ايضاً. ومن أهم الشخصيات التي بدأ الطوق يلتف حول اعناقها، وزير الداخلية السابق شارل باسكوا الذي تقاطعت المصالح بين شبكة علاقاته الافريقية وشبكة اقامها ميتران الابن بالتعاون مع آخرين. ويلعب دوراً في ذلك، الشخص الأكثر غموضاً في هذه القضية، وهو رجل أعمال روسي الأصل، اسمه ارتادي غابداماك ويحمل جنسيات احداها اسرائيلية، كان زود شركة "برنكو" الفرنسية، أسلحة روسية بينها مقاتلات وقاذفات صواريخ، لبيعها الى الكونغو. وأصدر القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال دولية بحقه. وثمة اسماء كثيرة متداولة، لم يصل سيف القضاء الىها بعد، خصوصاً ان الاتهامات بحق ميتران التي يحاول اثباتها تتناول استخدام النفوذ للتواطؤ في الاتجار غير المشروع بالأسلحة والتلاعب بمستندات شركات. ونقلت تقارير عن مصادر مطلعة ان القضاة ابلغوا ميتران انهم مضطرون لسجنه كي لا يعمد في حال خروجه الى اخفاء وثائق، ربما تكون في حوزته. وفي كل الأحوال، لن يجد نجل الرئيس الفرنسي الراحل فرصة في الاعياد لانفاق المبالغ التي اعترف بتلقيها من تاجر السلاح بيار فالكون، من دون ان يقدم مبررات واضحة للأسباب التي دفعت الاخير الى تحويلها لحسابات مصرفية لميتران في سويسرا.