طاردت الفضائح الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران خلال حياته وبعد موته، والآن تطاول ابنه المدلل جان - كريستوف الذي أوقفته الشرطة امس، على ذمة التحقيق للاشتباه في تلقيه عمولات على مبيعات أسلحة فرنسية الى افريقيا راجع ص7. وكان ميتران الابن 54 سنة شغل منصب مستشار الشؤون الأفريقية لدى الرئاسة الفرنسية، في عهد والده، واقام شبكة علاقات واسعة في دول افريقية، وبكثير من اللبنانيين المقيمين هناك. وجان - كريستوف ميتران هو الابن البكر لوالده، وعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية، بين عامي 1973 و1981، في دول بينها موريتانيا وتوغو. ولدى انتخاب والده رئيساً للجمهورية، استقال جان - كريستوف من الوكالة وانتقل الى قصر الإليزيه عام 1982، وعمل معاوناً لمستشار الرئيس للشؤون الافريقية غي بينيه، ومن ثم خلف الأخير في المنصب عام 1986. وأخذ على ميتران الابن خلال عمله في الإليزيه، خلطه بين الوظيفة والأعمال الخاصة، وتستره وراء موقع ابيه، ما اتاح له تكثيف علاقاته الافريقية والتردد باستمرار على دول القارة، خصوصاً الغابون، حيث كان على علاقة مميزة مع الرئيس عمر بونغو. وتخلى الابن عن منصبه في قصر الرئاسة، ليعمل مستشاراً لدى "الشركة العامة للمياه"، لكنه فقد هذه الوظيفة لدى وفاة والده عام 1998، وانتقل للعمل لحسابه الخاص. ويسعى القضاء الفرنسي إلى التحقق مما إذا كان جان - كريستوف استغل وظيفته في القصر الرئاسي، لتسهيل صفقات أسلحة لشركة "برنكو انترناشيونال" في مقابل عمولات.