تجددت العمليات العسكرية بين القوات الحكومية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق في منطقة جبال النوبة بعد فترة من الهدوء. واعلن الجيش السوداني انه استعاد امس ثلاث مناطق كان يسيطر عليها المتمردون، وان مناطق جبال النوبة كلها باتت تحت السيطرة الحكومية. وقال الناطق باسم القوات المسلحة الفريق محمد عثمان ياسين ان القوات استعادت مناطق لوكو ونكولو وساق الدمام من "الحركة الشعبية" التي خلفت وراءها عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، وان القوات الحكومية استولت على أسلحة ثقيلة ومدافع ورشاشات، وتقوم حالياً بتطهير المنطقة من مقاتلي "الحركة". وأضاف الناطق في تصريح وزعته "وكالة الانباء السودانية" الرسمية ان القوات المسلحة "استطاعت تحرير 9 الاف مواطن كان يحتجزهم المتمردون ويستخدمونهم دروعاً بشرية، ويحرمونهم من الخدمات الاساسية وأبسط مقومات الحياة"، مؤكداً "ان كل مناطق جبال النوبة الشرقية باتت تحت سيطرة القوات المسلحة التي تحاصر حالياً معسكرات حركة التمرد وتمنع وصول الامداد اليها". وبدا ان القوات الحكومية حرصت على تأمين هذه المناطق القريبة من خط انابيب النفط لمنع قيام مقاتلي الحركة من الاضرار بها. الى ذلك، أفادت مستشارية السلام التابعة لرئاسة الجمهورية، ان سريتين، قوامهما 300 من الضباط والجنود من قوات دفاع جنوب السودان التي كان يقودها مساعد الرئيس المستقيل رياك مشار، عادتا الى جوبا بعد اشهر من مغادرتها المدينة عقب انشقاق مشار. وأوضحت ان القوات العائدة بقيادة بيتر فاريل تشكل سريتي رئاسة مشار. وجاءت عودتهما استجابة لجهود المنطقة العسكرية الاستوائية في اطار مساعي تحقيق السلام من الداخل في جنوب السودان. من جهة اخرى، علق مستشار الرئيس لشؤون السلام أحمد ابراهيم الطاهرة على استقالة وزير الدولة للطرق والاتصالات تعبان دينق. وقال ان الحكومة لا تزال تلتزم اتفاق الخرطوم للسلام الذي وقعته العام 1997 مع فصائل جنوبية كان يقودها مشار. واضاف: "إننا لا زلنا على عهدنا مع من وقعنا معهم الاتفاق في الداخل، وان الباب مفتوح امام أي متردد أو متشكك في جدية الحكومة تجاه تنفيذ الاتفاق للخروج. وسنقوم بتسهيل اجراءات خروجه".