عاد الهدوء الى مدينة السويداء باستئناف الطلاب دراستهم وفتح المحلات ابوابها. واعيد فتح الطريق العام الواصل بين هذه المدينةودمشق بعد ازالة الاجراءات الامنية التي فرضت بعد الاشتباكات التي وقعت الاسبوع الماضي بين البدو والاهالي في بلدة الرحى قرب السويداء. وقال مدير القناة الثانية في التلفزيون السوري الدكتور يحيى العريضي ل"الحياة" ان السلطات السورية "تقوم بخطة دقيقة لحل هذه المشكلة المتكررة من جذورها بعد معالجة الاحداث الاخيرة بكل عقل راجح وحكمة ومسؤولية". ولم تكن المرة الاولى التي تشهد محافظة السويداء مئة كيلومتر جنوبدمشق احداثا كهذه بين البدو والاهالي على خلفية الرعي الجائر لكروم اهالي القرى المنتشرة في جنوب البلاد، لكن اشتباكات الاسبوع الماضي كانت الاعنف بسبب وجود سلاح مع البدو. ونقلت "رويترز" اول امس عن مصادر امنية ان الاشتباكات ادت الى سقوط 17 قتيلاً وعشرات الجرحى من الاهالي. واشارت الى "حملة تفتيش قوية شنتها القوات الامنية على اماكن انتشار البدو ومصادرتها اسلحتهم". ولاحظ العريضي، وهو من اهالي المدينة، ان السلطات "عالجت المشكلة بكل شفافية وهدوء وتصميم على وضع الامور في نصابها ما قطع الطريق على اي تفاعلات اضافية". وكان العريضي احد الذين قاموا بتهدئة اكثر من 300 طالب من السويداء، تجمعوا في الايام الاخيرة امام مبنى الاذاعة والتلفزيون، لتسليم رسالة الى الرئيس بشار الاسد، هاتفين "مابحلها غير بشار، وبالروح بالدم نفديك يابشار". وبعث رؤوساء النقابات والاتحادات المهنية في المدينة رسالة الى الرئيس الاسد تسلمت "الحياة" نسخة منها عبر الفاكس، شرحوا فيها ماحصل "ايمانا منا بوحدة هذا الوطن، وبدافع الحرص على استقراره وامنه وسيادة القانون في ظل مسيرة التصحيح التي ارسى اسسها القائد الخالد حافظ الاسد، ولقطع الطريق على الذين يضمرون شراً به ويحاولون المساس بوحدته". وطالبت الرسالة ب"القاء القبض على مسببي الفتنة والجناة وجمع اسلحتهم وتقديمهم للقضاء، ومحاسبة المسؤولين المتقاعسين والمتسترين والمتواطئين الذين كانون السبب في تفاقم الاحداث، وتطبيق القوانين الناظمة لعملية الرعي وفق مناطق الاستقرار المحددة رسمياً، واطلاق سراح الموقوفين الابرياء، واتخاذ الاجراءات القانونية التي تمنع تكرار هذه الحالة وقطع دابر اسبابها بما يضمن تطبيق الانظمة والقوانين ويحفظ حقوق المواطنين وكرامتهم". وعاهد رؤوساء النقابات الرئيس الاسد "ان محافظتنا ستبقى رمزاً للوحدة الوطنية المتينة في ظل قيادتكم الحكيمة". يذكر ان الرئيس الاسد بعث وزير الداخلية الدكتور محمد حربة الى السويداء للاشراف على الحل فور اندلاع الاشتباكات في بداية الاسبوع الماضي، بالتعاون مع عضو القيادة القطرية سلاّم الياسين من السويداء والمحافظ احمد كيخيا. واكد العريضي ان الموضوع "وضع على طاولة الحل بمبضع الجراح وعيون الطبيب". وقال شهود عيان ان السلطات القت القبض على احد زعماء البدو سعود السعيد وان نحو الف منهم ترك "نهائيا" بلدة الرحى فيما توجه آخرون الى البادية "بشكل موقت ريثما تطيب الخواطر مع الاهالي".