أكد قائد النصر الحالي ومهاجم السعودية السابق محيسن الجمعان 33 عاماً أن اعتزاله بات وشيكاً، وشدد على أنه تشبع من كرة القدم بعد أن أمضى أكثر من عقدين من الزمن وهو يمارس الركض على الميدان. وتحدث الجمعان عن بداياته وهواياته وعائلته وعلاقته الوثيقة بماجد عبدالله من خلال حديث خاص ل"الحياة". وقال محيسن انه انضم باكراً، في سن ال 12 تحديداً، الى النصر "طرقت أبواب النادي عام 1978 حيث تدربت مع فريق الأشبال، وكان يشرف عليه عبدالحميد سيكا الذي شجعني ودعمني حتى سجلت رسمياً في كشوفات النادي بعد أيام معدودة من زيارتي الأولى. واجهت صعوبات عدة في البداية كانت ستحول دون استمراري، لكن اصراري وموهبتي حالا دون تعثري". وأضاف: "ليس سراً أن أقول أنني أعد أحد القلائل في العالم الذين لعبوا مع الفريق الأول وعمرهم لم يتجاوز الاربعة عشر عاماً. شاهدني مدرب الفريق في ذلك الوقت وهو البرازيلي فورميقا، فرأى فيّ لاعباً لافتاً". وتذكر الجمعان المباراة التي ساهمت في بزوغ نجمه بشكل واضح: "بدأت انطلاقتي الحقيقية عندما أحرزت هدفاً ولا أروع في مباراة فريقي أمام الكوكب في الخرج والتي انتهت 2-1 لصالحنا. أحرز هدف النصر الثاني برازيلي يدعى ليرا، وقد اكتظت مدرجات اللقاء بجماهير هتفت للأصفر، وسجلت في ذاكرتها لاعباً جديداً اسمه محيسن فصار لي جمهوري وانضممت بعدها الى منتخب الشباب". ضحكة الزياني لم يلعب الجمعان كثيراً مع منتخب الشباب لخروجه من اللائحة سريعاً، وكشف السبب بقوله: "انضممت الى منتخب الشباب بفضل مدربه البرازيلي زيفالدو... كنت مواظباً على التدريبات وملتزماً بالتعليمات، لكني فوجئت بتسريحي، وحينما تساءلت عن سبب ابعادي أجابني زيفالدو: "مدرب المنتخب الأول زاغالو استدعاك... لعبت أولى مبارياتي الدولية أمام المنتخب الاندونيسي في أندونيسيا في لقاء ودي عام 1983، وكان حضوري مشرفاً، أما أول لقاء رسمي فكان أمام نيوزيلندا". واجتر محيسن الذكريات حيث قال: "هناك موقف لا يمكن أن أنساه أثناء تدريباتي تحت ادارة خليل الزياني عندما كان مدرباً للمنتخب. كنت أتحدث الى زميلي لاعب الهلال الدولي السابق حسين البيشي، فالتفت اليّ الزياني غاضباً وسألني عن الحوار الذي دار بيني وبين حسين فأجبته: كنت أسأله هل تعتقد بأن الكابتن خليل سيضعني أساسياً في لقاء الغد، فرد الزياني: بدون ما تسأل مكانك في تشكيلتي الأساسية حتى لو كنت صغيراً ونحيلاً... فضحك الجميع وأنا معهم وما زلت أضحك حتى اللحظة رغم مرور سنوات طويلة". ماجد والعزلة وعرج قائد النصر على الحديث عن فريقه وعلاقته به فقال: "ميولي نصراوية منذ أن فتحت عيوني على الدنيا، حيث كنت أحب ماجد عبدالله ويوسف خميس وأعتبرهما من رموز الكرة السعودية. لم أكن أحلم بأن ألعب في صفوف هذا النادي، لكن الطموح تحول بعدها الى حقيقة". وعن علاقته بماجد قال: "ماجد لم يفهمه الكثيرون، هو طيب ومؤدب ولا يتحدث كثيراً لانه يفضل العزلة دوماً ما يدفع الآخرين الى إطلاق أحكام سريعة وغير مسؤولة. أنا قريب منه، وأعلم تفاصيل دقيقة في حياته، وبإمكاني تقويمه". سلق بيض وعن دوره في محاولة ضم مدافع اتحاد جدة الدولي محمد الخليوي الى صفوف النصر، قال محيسن: "بالفعل حاولت، وأحاول جاهداً لتواجد الخليوي في صفوف فريقي، والبحث عن مصلحة النادي الذي ترعرعت فيه ليس عيباً... شخصياً لا أريد سوى الخليوي وعبيد والدعيع، أما بقية اللاعبين المحليين اللافتين الآخرين، فلن يخدموا النصر في زحمة الأسماء الجيدة في لائحة الفريق. نحن مقبلون على بطولة أندية العالم وقادرون على تمثيل الوطن والعرب بشكل مشرف بلاعبينا والثلاثة الذي ذكرتهم سلفاً". وأكد محيسن ان التصعيد الذي صاحب توقيع مهاجم الوحدة الدولي عبيد الدوسري كشوفات النصر جاء بسبب عدم استيعاب الأوساط الكروية المحلية لماهية الاحتراف وأهدافه الحضارية، وأوضح: "استغربت كغيري الضجة التي أحدثها توقيع عبيد للنصر... نحن بحاجة الى ثقافة كروية، والاحتراف ليس سلق بيض بل نظام دقيق يكفل تطور الأندية من خلال لوائح والتزامات علينا أن نتقيد بها ونستوعبها جيداً". وعن طموحاته ومدى تطلعه للعودة الى المنتخب أجاب الجمعان: "أود أن اؤكد عبر"الحياة" أنني سأعتزل بعد نهاية بطولة أندية العالم... بصراحة، تشبعت من الكرة وأخذت منها ما أريد وهي كذلك، وأشعر بملل في أحايين كثيرة. مشواري مع المستديرة بدأ منذ ما يزيد عن عشرين عاماً، وأعتقد أنه حان الأوان لأن أعطي عائلتي حقها من الوقت والمتعة، أما عودتي الى المنتخب فأترك الاجابة للجمهور". الكوبرا والعقرب وطالب محيسن من الاعلام الرياضي بتسميته "أبو عبدالاله" بدلاً من "الكوبرا" أو "العقرب"، وقال: عبدالاله 10سنوات أكبر أبنائي، وأبوعبدالاله هو الاسم الاقرب الى قلبي، ولدي ايضاً تركي 7 سنوات وهديل 4 سنوات وعبدالعزيز 3 سنوات. أنا متزوج منذ 11 عاماً واشعر باستقرار وارتياح كبيرين ساهما في بريق اسمي". وعن أجندته اليومية قال أبو عبدالاله: "استيقظ باكراً وانهي ارتباطات جمة في الصباح من خلال مراجعة الدوائر الحكومية وقضاء أعمالي... أفرح عندما يلتف حولي أنفار كثيرون يسألوني عن النصر وسكناته وحركاته... أفضل زيارة الحدائق والمنتزهات العامة برفقة أسرتي، ومتعتي الحقيقية تكمن في اسعادها، وأحب ايضاً الرحلات البرية بين الحين والآخر... أقرأ الصحف، ليس جميعها بل التي تناسبني فقط، وأتصفح الكتب القيمة... أكلاتي المفضلة المثلوثة والأكلات الشعبية الأخرى وأحب أرتشاف القهوة". ماذا قالوا عن محيسن؟ تحدث وكتب الكثيرون عن الدولي السابق محيسن الجمعان، واقتطفنا آراء. الحكم الدولي عمر المهنا: "محيسن لاعب لا يتكرر في أخلاقه أولاً ثم في أدائه". اللاعب الدولي السابق محمد عبدالجواد: "يتم تكريم اللاعبين بعد اعتزالهم، لماذا لا نكرم الجمعان قبل ذلك، ونبدأ به أولاً". المدرب السعودي السابق خليل الزياني: "وثقت بالجمعان منذ كان صغيراً وبيّض الوجه". الكويتي الدولي جاسم هويدي: "يعجبني أداء محيسن وإن غاب أخيراً".