هلسنكي - أ ف ب - تعقد القمة المنتظمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا اليوم في هلسنكي فيما تشعر أوروبا بالقلق من وجود بعض الفراغ في السلطة في روسيا التي تخوض حرباً في أهدافها مثيرة للجدل. فالتطورات العسكرية الميدانية الأخيرة في الشيشان لا تبعث على التفاؤل في نظر الأوروبيين، اذ ان دعواتهم للروس الى التحلي بالاعتدال والى الدخول في حوار مع المسؤولين الشيشانيين لم تلق آذاناً صاغية، كما ان الاتحاد الأوروبي يشدد أيضاً على النتائج الانسانية للنزاع. وقال مسؤول أوروبي : "ستكون قمة صعبة مع شخص يعتبر مسؤولاً في هذا التصعيد"، في اشارة الى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وعادة تعقد اجتماعات القمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا على مستوى الرؤساء غير أن الوضع الصحي للرئيس بوريس يلتسن اضطره هذه المرة الى اختيار رئيس الوزراء لتمثيله. اما من الاتحاد الأوروبي فسيشارك رئيس الوزراء الفنلندي بافو ليبونين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، الى جانب رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي والمفوض للشؤون الخارجية كريس باتن. كما يشارك في القمة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية - الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي - خافيير سولانا في أول مهمة له في اطار توليه هذا المنصب. ومن المتوقع أن يكون جدول أعمال القمة مليئاً بالمواضيع التي ستشمل فضلاً عن ملف الشيشان، الانتخابات التشريعية الروسية المقبلة المرتقب اجراؤها في كانون الأول ديسمبر والوضع الاقتصادي في روسيا ومكافحة الجريمة المنظمة، خصوصاً تبييض الأموال، وتشجيع الاستثمارات الأوروبية في روسيا. وينتظر أيضاً أن تعرض موسكو مفهومها ل"الشراكة الاستراتيجية الأوروبية - الروسية" التي سبق للأوروبيين ان أعلنوا موقفهم منها. الى ذلك قال المسؤول الأوروبي نفسه "على رغم الوضع الصعب الذي تمر به روسيا ينبغي علينا عدم التخلي عن هذا البلد لأن استقراره يصب في مصلحتنا الأساسية". وهكذا فإن الشراكة مع روسيا ليست موضع تشكيك، وكذلك مشاريع المساعدة المالية في اطار صندوق النقد الدولي، أقله في الوقت الحاضر.