رحّب رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي ورئيس الحكومة رفيق الحريري امس بإطلاق اسرى ومعتقلين لبنانيين من السجون الاسرائيلية وتسلم لبنان جثث 40 مقاوماً سقطوا في مواجهة الجنود الاسرائيليين في الجنوب والبقاع الغربي. وأكدا "العمل على تحرير كل الاسرى وتحرير الارض اللبنانيةالمحتلة". فقد وجه الهراوي رسالة الى اللبنانيين للمناسبة، فقال "بعد 9 اشهر من المفاوضات الصعبة وسنتين على عملية التبادل الاولى تمت عودة الابطال. نجح لبنان لأن جميع ابنائه متشبثون بالحق ويرفضون الاحتلال الاسرائيلي، ولأنهم ملتفون حول الدولة التي تولت بكل جدارة انجاز هذه الخطوة، وانتصر لبنان بدعم اشقائه والاصدقاء". وأضاف "اعز ما عندي ان نتمكن في وقت قريب من الافراج عن سائر اسرانا وان ننجز تحرير ارضنا فيعود اهلنا وتعود القرى في الجنوب الى كنف الدولة. فأعلى الحقوق يستحق اغلى التضحيات". وختم "لكل أم وأب وابن ولكل اهلنا في الجنوب والبقاع ولكل اللبنانيين نقول اننا سنبقى متمسكين بالسلام العادل والشامل نمشي نحن وسورية الشقيقة كتفاً الى كتف من اجل الذود عن الكرامة العربية وعن حقوقنا المقدسة. باسم لبنان نسجل الشكر للاخ الرئيس حافظ الاسد ولمنظمة الصليب الاحمر الدولي ولفرنسا ولكل من اسهم في نجاح هذه الخطوة. وسيبقى لبنان يناضل من اجل استعادة الحرية لكل اسراه والتحرير لكل شبر من ارضه المحتلة". وألقى الرئيس الحريري خلال استقباله امس في دارته في مجدليون الاسرى المحررين وذويهم، كلمة جاء فيها "ان الدولة ستبذل كل جهد حتى تحرير الاسرى الباقين وتحرير التراب اللبناني كاملاً". وقال ان "الاسرى المحررين لهم حقوق وعلى الدولة واجبات حيالهم وحيال اهاليهم، وسنعمل كل ما نستطيع لدمجهم بالمجتمع ومساعدتهم وفاء لما قدموه الى الوطن". وشكر للرئيس الهراوي والحكومة والصليب الاحمر الدولي والرئيس جاك شيراك والرئيس الاسد والرئيس نبيه بري وقيادة الجيش ما بذلوه". وتابع ان "الشعب اللبناني شعب باسل ومقاوم، لكنه في الوقت نفسه يتطلع الى السلام ويرغب فيه. ونقول لإسرائيل انسحبي من الاراضي اللبنانية والسورية المحتلة ونحن وسورية جاهزون للسلام". وقال "اما اذا ارادت اسرائيل ان تهيمن على المنطقة فلا يمكن ان يعيش احد في سلام، هذه هي رسالتنا وقولنا، ونحن والاخوة في سورية قولنا واحد وموقفنا واحد". وختم "نحن دعاة سلام، وقد برهن الشعب اللبناني انه مستعد للقتال والاستشهاد من اجل حريته واستقلاله وسيادته. لا حل على الاطلاق امام اسرائيل الا السير في عملية السلام والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة، فأهلاً وسهلاً بالمحررين وأهاليهم وبالمستقبلين". وقال رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين ان ما حصل "حدث مبارك، فالشهداء هم شهداء الاسلام ولبنان والعرب". ورأى ان "عودة الاسرى مظهر من مظاهر عزة لبنان وكرامته". ولاحظ ان "لبنان اصبح رقماً كبيراً في العالم لأن فيه انساناً معيناً ولأن ظاهرة المقاومة هي الظاهرة المضيئة الكبرى في حياة الامة". وشكر للرئيسين الاسد وشيراك مساهمتهما في انجاز التبادل. وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان بياناً مقتضباً امس عن مساهمتها في انجاز عملية التبادل ومجرياتها. وفيما شيّعت "حركة أمل" بعد ظهر امس عشرة من شهدائها في مدينة صور في حضور اهاليهم وقياديين منها، سيشيّع "حزب الله" شهداءه صباح اليوم في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية ومنه الى روضة الشهيدين، ومن ضمنهم هادي نصرالله الذي ألقى والده الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله نظرة على جثمانه امس. وبدوره يشيّع الحزب الشيوعي اللبناني شهداءه اليوم وغداً