الجزائر، مرسيليا - "الحياة"، أ ف ب - أفادت تقارير صحافية في العاصمة الجزائرية امس ان 11 مسلحاً اسلامياً قتلوا برصاص قوات الامن في مواجهات وقعت في شرق البلاد وجنوبها الشرقي. وأوضحت صحيفة "صوت الاحرار" ان ثمانية مسلحين قتلوا خلال عملية تمشيط قام بها الجيش تدعمه مجموعات الدفاع الذاتي في احراش منطقة خميس الغنشلة على بعد 40 كيلومتراً جنوب شرقي الجزائر. وأضافت ان قوات الامن دمرت مخبأ المجموعة المسلحة واستعادت كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والاغذية. وذكرت صحيفة "الوطن" ان ثلاثة مسلحين قتلوا في اليوم ذاته في احراش قريبة من مشيد الله مايو سابقاً على بعد حوالى مئة كيلومتر الى شرق العاصمة على طريق الجزائر - بجاية. وكانت "الوطن" ذكرت الثلثاء ان ثلاثة مسلحين، بينهم مصطفى عياد الملقب ب "ابو هريرة" قتلوا في منطقة تلمسان أقصى الغرب. وأوضحت الصحف ان اشتباكين وقعا السبت الماضي بين قوات الامن و"الوطنيين" مدنيين مسلحين وبين جماعات اسلامية مسلحة في عين دفلة وتيارت جنوب غرب اوقعا عدداً من القتلى في صفوف الجانبين. على صعيد آخر، احتجبت صحيفة "الخبر" اليومية اوسع الصحف الجزائرية انتشاراً امس عن الصدور لليوم الثاني في العاصمة، بعد احتجاجها الخميس الماضي في كل انحاء الجزائر. وسمح للصحيفة امس بالطباعة في شرق البلاد وغربها فقط. وأكد بيان اصدرته الصحيفة التي توزع نحو 200 ألف نسخة انها فوجئت بقرار رفض طباعتها بسبب عدم تسديد التزاماتها المالية تجاه المطبعة عن فترة سابقة. وقال مدير "مطبعة الوسط" انه ابلغ الصحيفة ضرورة تصفية حساباتها. وطالب بدفع الفاتورة كاملة في حين اكدت الصحيفة انها دفعت جزءاً من المبالغ المتبقية عليها. وكانت المطبعة ذاتها اوقفت اسبوعية "الشروق العربي" بالحجة ذاتها. ثم رفضت طبعها بعد تسديد الديون، وصدر حكم قضائي لمصلحة الصحيفة الا ان المطبعة لا تزال ترفض طبعها. ووصفت "الخبر" قرار وقف طباعتها بأنه "ارتجالي ويجسد طريقة في التعامل قائمة على الابتزاز والمساومات ويحمل خلفيات مقاصد من يقف وراءها معروفة". واستغربت الصحيفة استهدافها المباشر ب "المنع المقنع". وأعرب ناشرو تسع صحف جزائرية عن دهشتهم ل "خلفية القرار الاحادي المتسرع". واكدوا تمسكهم ب "الاطار الشرعي لتنظيم العلاقات التجارية مع الطابعين" ودعوا الى ضرورة الحفاظ على "التعبير التعددي والعمل على مواجهة القمع والتعسف وكل الممارسات الموجهة الى الصحافة المستقلة". وأعلنوا وقوفهم الى جانب "الخبر"، وطالبوا برفع "قرار التوقيف". وقالت مصادر قريبة من مجموعة الناشرين ل "الحياة" انهم قد يعلقون عملية صدور صحفهم لمدة يوم في حال رفضت المطبعة طباعة "الخبر"، وانهم سيشرعون في حركة احتجاجية. وأفادت معلومات ان ضغوطاً مورست على مدير الصحيفة السيد ارزقي الشريف، وانه قدم استقالته اخيراً. واكدت هذه المعلومات ان هناك اطرافاً تدعم ترشيح السيد كمال جوزي وهو صحافي في "الخبر" خلفاً له. وكانت "الخبر" نشرت مقالات طرحت تساؤلات، خلال فترة مرض الرئيس اليمين زروال التي امتدت 35 يوماً. وانتقدت حكومة السيد احمد أويحيى بشدة وسرّبت معلومات عن احتمال اختيار السيد محمد صالح منتوري رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي خلفاً له. وكان منتوري دخل في صراع مع الحكومة في شأن ارقام قدمتها الحكومة وهي في نظره غير مطابقة للواقع. في مرسيليا، أفادت مصادر في الشرطة الفرنسية أن السلطات أبعدت أمس جزائريين اثنين إلى بلدهما على متن الباخرة "تيبازا" على رغم قيامهما بابتلاع شفرات حلاقة لتجنب قرار الطرد. وحشدت الشرطة الفرنسية نحو 50 شرطياً في مرفأ مرسيليا لمنع عدد من المتظاهرين من تأخير عملية الطرد أو منعها. وكان الرجلان اللذان نقلا من مركز الحجز الموقت قرب مطار شارل ديغول في ضواحي باريس، ابتلعا الخميس شفرات حلاقة خلال نقلهما إلى مركز الحجز الإداري في مرسيليا. ونقلا الاثنان إلى المستشفى حيث عولجا. وأكد الطبيب أن حالتهما الصحية تسمح لهما بالسفر. وأفادت منظمة "سيماد"، وهي جمعية دينية تعنى بمساعدة اللاجئين المعتقلين، ان أحد المعتقلين صدر في حقه قرار طرد وزاري بعد محاكمته مرات عدة في قضايا الاتجار بالمخدرات.