كشف خبير روسي معلومات جديدة عن صفقة لنقل اجهزة تستخدم في توجيه الصواريخ الى العراق، ومحاولات ايرانية للحصول على تكنولوجيا الصواريخ. وفي مؤتمر صحافي عقد في موسكو امس اكد مدير مركز البحوث السياسية فلاديمير ارلوف ان دراسة اجراها المركز اوضحت ان مواطناً اردنياً اسمه وئام غربية اشترى صيف 1995 عشرة هيروسكوبات وهي اجهزة تستخدم لتوجيه الصواريخ، في المعهد السري للبحوث الكيماوية في مدينة سيرغييف باساد القريبة من موسكو والتي جرى فيها اتلاف الصواريخ البعيدة المدى بموجب معاهدة خفض التسلح المبرمة مع الولاياتالمتحدة. وأوضح الخبير الروسي ان غربية نقل الاجهزة فوراً الى العراق واشترى في وقت لاحق 800 جهاز آخر نقلت الى الاردن لتوصيلها لاحقاً الى العراق. لكن غربية اعتقل في بغداد واتهم بالعمل لمصلحة "دولة معادية" وصودرت الاجهزة في الاردن. وأعرب ارلوف عن اعتقاده ان بغداد "لم تكن بحاجة" الى تلك الاجهزة، وذكر ان الصفقة تمت وفق "سيناريو معقد" هدفه الاساءة الى روسيا واتهامها بتزويد العراق معدات عسكرية. وأضاف ان غربية تعاون مع صهر الرئيس العراقي حسين كامل الذي تزامن هربه من بغداد الى عمان مع تنفيذ "السيناريو". وأقر ارلوف بأن الايرانيين حاولوا مرات عدة الحصول على تكنولوجيا صواريخ، وقال ان شركة "سانام" الحكومية الايرانية بذلت مساعي لشراء اسرار تتعلق بالصواريخ من المعهد المركزي للطيران في مدينة جوكوفسكي ومن مصنع المعدات في بلدة ميتيشي القريبتين من موسكو ومن المجمع العلمي التكنولوجي في سمارا على نهر الفولغا. وتابع ان ايرانياً اسمه رضا تيموريان اعتقل وطرد من روسيا لعلاقته بتلك المحاولات. وذكر ان الايرانيين "يتحركون بنشاط" في كل دول رابطة الكومنولث، لافتاً الى ان شركات اميركية حاولت تزويد طهران معدات صواريخ. لكنه اكد ان وزارة الامن الروسية احبطت كل المحاولات، مشدداً على ان اي صفقة لم تبرم عبر القنوات الحكومية. وعلى رغم اهمية المعلومات التي كشفها ارلوف اشار مراقبون في موسكو الى ان المركز الذي يرأسه غير معروف على نطاق واسع، بين مؤسسات كثيرة موجودة في موسكو. وقال ل "الحياة" خبير روسي ان ما ذكره ارلوف قد يكون جزءاً من معلومات سلّمها الاسرائيليون الى السلطات الروسية على الا تكشف، وتولت اجهزة الامن الروسية التحقيق فيها وكشفت في وقت سابق صحة بعضها، لكنها نفت بشدة ان تكون اي مؤسسة رسمية في روسيا متورطة بتهريب معدات صواريخ الى ايران أو العراق.