هدد رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية بالرد بقوة على اعتداءات المستوطنين اليهود على المواطنين الفلسطينيين في الخليل ومختلف المناطق التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، معلناً "وقف التنسيق الأمني مع الاسرائيليين في الخليل الى ان يتم خلق وضع يشعر فيه كل فلسطيني بأنه آمن"، بينما دعا ياسر عبدربه الاتحاد الاوروبي الى الضغط على اسرائيل لتطبيق اتفاقات الحكم الذاتي. وقال العقيد جبريل الرجوب في مؤتمر صحافي عقده امس في الخليل، الى جانب وزير الثقافة والاعلام في السلطة الفلسطينية ياسر عبدربه، "ان على أي مستوطن يدخل المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويعتدي على مواطن فلسطيني ان يحذر من انه لن يغادرها حياً"، مشيراً الى ان مهمة اجهزة الأمن الفلسطينية الحفاظ على أمن وكرامة وحياة كل فلسطيني. وكان العقيد الرجوب يرد على اقتحام عدد كبير من اليهود احدى الحارات الفلسطينية في قلب مدينة الخليل في القسم الواقع تحت السيطرة الفلسطينية قبل يومين، فوقعت صدامات عنيفة بين الفلسطينيين من جهة والمستوطنين وجنود الاحتلال الاسرائيليين من جهة اخرى. وقال: "لا بد ان يكون لنا موقف ازاء ما حصل ويحصل في حياتنا اليومية مع الاسرائيليين". وكانت مدينة الخليل المقسمة الى جزءين شهدت مواجهات ساخنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الاسبوع الماضي في اعقاب اقدام جنود اسرائيليين على قتل ثلاثة عمال فلسطينيين على حاجز عسكري وهم في طريق عودتهم من داخل "الخط الأخضر" الى بيوتهم في بلدة دورا القريبة من الخليل. وأدت المصادمات الى سقوط العشرات من الجرحى الفلسطينيين. ودعا الرجوب الى "اعادة النظر في كل التزاماتنا"، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه. وأضاف: "لن يكون هناك تنسيق أمني مع الاسرائيليين حتى تحل المشكلة وحتى يكون هناك تعامل جدي مع جرائم قوات الاحتلال". ونفى الرجوب ادعاءات الاسرائيليين بوقوع حادث اطلاق النار باتجاه الجيب الاستعماري اليهودي في مدينة الخليل قبل عملية الاقتحام التي قام بها عشرات المستوطنين لحي أبو سنينة. وتساءل المسؤول الفلسطيني عن سبب وجود عدد كبير من اليهود الذين قدموا من خارج الخليل ليلة السبت حيث لا يقوم اليهود المتدينون بأي اعمال تذكر مؤكداً انهم أتوا "لافتعال مشكلة مع الفلسطينيين تؤدي الى مجزرة". وأثارت تصريحات الرجوب ادانة سريعة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي انتقد تهديدات الرجوب ووصفها بأنها "بالغة الخطورة". وقال نتانياهو ان على السلطة الفلسطينية ان تقرر ما "اذا كانت تريد التقدم في العملية السلمية أو عرقلتها". وقال "ان تصريحات الرجوب ستؤدي الى تصعيد الوضع في وقت نحن في حاجة فيه الى تهدئة الأوضاع". من جهته، قال عبدربه ان الفلسطينيين "لن يسكتوا ولن يمرروا الجرائم" التي تقوم بها القوات الاسرائيلية على غرار ما حصل على حاجز التفتيش بالقرب من ترقوميا. وطالب باجراء تحقيق فعلي في حادث ترقوميا "بمشاركة الجانب الفلسطيني واتخاذ اجراءات معلنة بحق القتلة الذي أردوا عدداً من عمالنا شهداء وجرحى"، معتبراً أي اجراء دون ذلك "مؤشراً خطيراً يشجع ويفتح المجال امام جنود الاحتلال للقيام بأفعال مماثلة في مختلف الاراضي الفلسطينية". ووصف مسؤول الاعلام اجراءات التحقيق التي قام بها الجيش الاسرائيلي بأنها "لفلفة". وقال عبدربه في رده على سؤال: "لسنا بحاجة لمبادرات سياسية جديدة. المطلوب من اوروبا والادارة الأميركية شيء واحد فقط هو العمل من أجل الزام الحكومة الاسرائيلية التنفيذ الحرفي للاتفاقات والالتزامات".