بايدن يتعهد بإرسال شحنات عسكرية لأوكرانيا خلال «ساعات»    السعودية ترحب بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء "الأونروا"    شلالات وجداول    33 مليون مصل بالمسجد النبوي في رمضان    في السعودية.. 99% نمو انتشار استخدام الإنترنت.. 44 جيجا بايت استهلاك الفرد في الشهر    ضبط يمني في عسير لترويجه (20) كجم «حشيش»    «الرابطة» تعلن تعديل مواعيد المواجهات للجولات الأربع الأخيرة ب «دوري روشن»    أمير حائل يرفع الشكر للقيادة بعد موافقة مجلس الوزراء على منح المتضررين من أهالي قرية طابة مبالغ تعويضية    الصفدي: السعودية والأردن تعملان سويا لوقف الحرب على غزة    "تقييم الحوادث" يفند مزاعم استهداف (منزل مدني) في مديرية الجراحي بمحافظة (الحديدة)    أمير الشرقية: دعم القيادة الرشيدة كان له أكبر الأثر في اكتمال مشروع توسعة وتطوير مطار الأحساء الدولي    أمير منطقة تبوك يتسلم شهادة اعتماد تبوك مدينة صحية من معالي وزير الصحة    وزير الدولة للشؤون الخارجية يودع سفير كازاخستان    جازان.. سلة فواكه السعودية    صندوق النقد يدشن مكتبه الإقليمي بالرياض    نائب أمير مكة يزور مقر الأكاديمية السعودية اللوجستية بجدة    مبادرة سعودية بريطانية لبناء شراكات تنموية    بتوجيه أمير عسير.. انطلاق برنامج "حياة" للإسعافات الأولية في مدارس التعليم بالمنطقة    إتاحة رخص الأشياب غير الصالحة للشرب إلكترونياً    بمشاركة 65 متدرباً ومتدربة على مستوى المملكة: تدريب المعلمين والمعلمات على منهجية STEAM بتعليم عسير    أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل تخريج 7784 خريج وخريجة من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل    أمير القصيم يؤدي صلاة الميت على الفهيد    انطلاق اعمال وورش العمل للمؤتمر السادس عشر للمستجدات في طب الأطفال بمشاركة متخصصين على مستوى المملكة    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية في مجلس الشورى تلتقي بوفد من الكونجرس الأمريكي    الشورى يطالب بتمكين موظفي الحكومة في ريادة الأعمال    «الموارد»: 77% نسبة الصلح في الخلافات العمالية.. و4 محاور لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    خادم الحرمين الشريفين يجري فحوصات روتينية في «تخصصي جدة» لبضع ساعات    مبتعثة تنال جائزة تحدي الأمن السيبراني    المرصد وحزب الله : إيران تقلص الوجود العسكري في سورية    «الصندوق العقاري»: لا نية لتغيير موعد الدعم السكني.. الإيداع في 24 من كل شهر ميلادي    النائب العام يُقرّ إنشاء مركز برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    ترشيح "واحة الإعلام" للفوز بجائزة الأمم المتحدة لمشروعات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2024"    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    حارس العين: حاولت تهدئة اللعب بإضاعة الوقت    جيسوس: الحكم حرمنا من ركلة جزاء واضحة    «تأشير» ل «عكاظ»: 200 مركز لخدمات التأشيرات في 110 دول    فائدة جديدة لحقنة مونجارو    علامات ضعف الجهاز المناعي    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    أضغاث أحلام    الدرعية تكشف تفاصيل مشروع الزلال    شاهد | أهداف مباراة أرسنال وتشيلسي (5-0)    «خيسوس» يحدد عودة ميتروفيتش في «الدوري أو الكأس»    يوفنتوس يبلغ نهائي كأس إيطاليا بتجاوزه لاتسيو    إشادة عالمية بإدارة الحشود ( 1 2 )    دورة حياة جديدة    مبادرة 30x30 تجسد ريادة المملكة العالمية في تحقيق التنمية المستدامة    تفاهم لتعزيز التعاون العدلي بين السعودية وهونغ كونغ    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يبحثان التعاون والتطورات    طريقة عمل ديناميت شرمب    طريقة عمل مهلبية الكريمة بالمستكه وماء الورد    متى تصبح «شنغن» إلكترونية !    سعود بن نايف يشدد على تعريف الأجيال بالمقومات التراثية للمملكة    محافظ الأحساء يكرم الفائزين بجوائز "قبس"    أتعبني فراقك يا محمد !    أمير الشرقية يرعى تخريج الدفعة 45 من طلبة جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    أخضر تحت 23 يستعد لأوزباكستان ويستبعد مران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني توقع اختراقاً على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي قريباً . وزير خارجية قطر ل "الحياة": نتانياهو نكث بوعوده ونكص عن تعهداته ويضع العراقيل امام السلام
نشر في الحياة يوم 02 - 10 - 1998

حمل وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لنكثه وعوده والنكوص عن تعهداته في ما يتصل بعملية السلام.
وتحدث الوزير القطري في مقابلة اجرتها معه "الحياة" في نيويورك بعد القائه خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة عن العلاقات القطرية - البحرينية في ضوء النزاع الجغرافي بين البلدين، ووصف العلاقات مع المملكة العربية السعودية بأنها "تاريخية" و"ممتازة".
وهنا نص الحديث:
يفترض أن تكونوا سلمتم في 30 أيلول سبتمبر نتائج فحوصات الوثائق رداً على تهمة البحرين لكم بأنها وثائق "مزورة" قدمتموها الى المحكمة. ماذا كان ردكم؟ وإلى أين تتجه العلاقة بينكم وبين البحرين؟
- اننا في قطر حريصون حرصاً شديداً على تطوير العلاقات مع الاخوان في البحرين. انما استخدامهم تعبير وثائق "مزورة" هو في اعتقادي استخدام لكلمة غير لائقة. قد تكون هناك وثائق غير صحيحة. في نفس الوقت، ان ما يقال عن المحكمة، بأن هذا الموضوع الوثائق حاسم وأنه سيحدد مسار القضية، فإن هذا يصب في مصلحتهم وليس في مصلحتنا إذا كان الأمر كذلك. لكن ما نقوله نحن أن عندنا قضية عادلة نحن واثقون منها، وأن عندنا ما يكفي من الوثائق وما يكفي من القناعة الشخصية والتاريخية والسيادية بأن هذه الجزر تابعة لقطر. على أي حال، هذا الكلام تفصل فيه المحكمة. أما في ما يخص الوثائق المعنية فاننا بعد الشكوك البحرينية فيها، بعثناها للاختبار في مختبرات وننتظر الردود لنرى ان كانت مزورة أم لا. فإذا ثبت ان فيها شكوكاً، نحن حريصون دائماً على اعلان الحقيقة في الوقت المناسب. ونحن نعتقد أن ثقتنا بأنفسنا وبقضيتنا وبالمحكمة كبيرة. وقد سبق وراهنت البحرين على عدم قبول المحكمة الاختصاص في النظر في الخلاف، وقد تتذكرون ان مغالطات وقعت من قبلهم. وفي النهاية قبلت المحكمة النظر في الخلاف.
تقوم قطر بتجربة رائدة في مجال الانتخابات البلدية ومن ثم التشريعية، وتلعب دوراً مهماً على الصعيد الاقليمي ان كان خليجياً أو حتى الى بعد الجزائر، انما المشكلة مع البحرين تؤثر على قطر بطريقة سلبية. ألم يحن الوقت للتنازل من الطرفين لحلها بطريقة مرضية؟
- من جانبنا نحن منفتحون لأي اقتراح لتقريب وجهات النظر بيننا وبين اخواننا في البحرين، وبرهنا ذلك عملياً. انا ذهبت الى البحرين في غير مناسبات مؤتمرات. وقد كانت هناك وساطة غير الوساطة الرسمية التي يعترف بها البلدان للاخوان في المملكة العربية السعودية. واعتقد ان رئيس دولة الامارات العربية الشيخ زايد حاول الوساطة. من جانبنا لم يكن ردنا سلبياً على تطوير العلاقة مع البحرين. لكن في الفترة الأخيرة صدرت التصريحات البحرينية - منذ أكثر من عام - وحاولنا قدر الامكان ألا نرد على هذه التصريحات. والهدف من ذلك ان يكون هناك تهدئة. تكلموا عن جسر، تكلموا عن وثائق مزورة بأسلوب غير أخوي، في رأيي، لكننا نميل إلى التهدئة في هذا الموضوع. ونحن مستعدون لأية خطوة لتقريب وجهات النظر. أما بالنسبة الى موضوع الخلاف، وهو موضوع الجزر، والخلاف على الحدود البحرية، فهذا الموضوع في المحكمة. اعتقد انهم واثقون من قضيتهم في المحكمة، ونحن أيضاً واثقون من قضيتنا في المحكمة. لكن كلام الفصل للمحكمة، كما سبق أن ذكرت.
ذكرت المملكة العربية السعودية. ما هي حال العلاقات بينكم؟
- العلاقة تاريخية أولاً، هناك علاقة متميزة وممتازة بين المملكة العربية السعودية وقطر. كان هناك سوء فهم وقد انتهى من فترة طويلة، والعلاقات الآن عادت الى سابق عهدها ان لم تكن قد تطورت للأحسن. يوجد تفاهم واحترام متبادل. ونحن نقدر للسعودية دورها. نقدر دور الملك فهد والأمير عبدالله في المملكة العربية السعودية، ونعتقد أن التفاهم مهم بين قطر والسعودية وبين كل دول مجلس التعاون.
ما هي الردود على تجربتكم الآن في اطار الديموقراطية؟ هل هنالك في الخليج من يقول: لا تسرعوا ولا تتسرعوا ذلك ان هناك نظماً اعتدنا عليها وأنتم تهزونها في الاتجاه الخاطئ؟
- نحن نشعر بما يشعر به الاخوان. ان البعض غير راض والبعض يعتقد اننا مستعجلون في هذه القضية. في الحقيقة، لصاحب السمو نظرة معينة في هذا الموضوع وهي انه لا بد أن يتمتع الشعب القطري بالديموقراطية، على مراحل وعلى فترات، ونتعلم نحن كمسؤولين وكمواطنين كيفية التعامل مع الديموقراطية، وكيفية صون الديموقراطية بعدم استعمالها بشكل خاطئ أو في الطريق الخاطئ. كل دولة حرة، بالطبع، في كيفية مسيرتها، في كيفية تعاملها مع مواطنيها. بالنسبة الينا، لقد اخترنا هذا الطريق، ونحترم أي طريق يختاره الاخوان ولا نعتقد أننا نشكل سابقة لأن هناك سابقة. فهناك الكويت. ونحن نعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح. قد نخطئ في بعض تجاربنا، وقد نكون مركز تجارب لاخواننا وأشقائنا. انما هذا هو الطريق الذي اخترناه.
أنت شخصياً توجهت الى العراق واجتمعت مع الرئيس صدام حسين مطولاً أثناء الأزمة الأخيرة. لعبت دوراً كان بارزاً خليجياً وساهم في احتواء الأزمة. لا بد أنك تكلمت مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أثناء وجودك في نيويورك. توجد الآن مرحلة دقيقة في العلاقة ما بين العراق والأمم المتحدة، وهناك من يفترض أو يقول ان هنالك سياسة أميركية جديدة نحو العراق. ما هي انطباعاتك أنت كرجل على اتصال فوري مباشر وشخصي مع العراق، ومع الولايات المتحدة في هذا الملف؟
- ان الاخوان في العراق واصدقاءنا في أميركا يعلمون أنني منذ فترة كنت أحذر من شهر تشرين الأول اكتوبر وما سيجري في هذا الشهر. لأنه دائماً يوجد نوع ما من الفهم الخاطئ بين الطرفين أو بين الأمم المتحدة والعراق. نحن نتألم لشعب العراق ونأمل بأن يعود العراق الى الحظيرة الدولية والعربية. نأمل بأن يستجيب العراق لقرارات مجلس الأمن. هناك الآن خلاف على تفسير ما اتفق عليه وهناك وجهات نظر مختلفة، والأمين العام يقوم بمسعى الآن. وأنا اعتقد أن هذه القضية يجب أن تحل في الأمم المتحدة بشكل ودي وديبلوماسي لأن التشنجات لا تنفع في هذه القضية. ونعتقد أن هذه التشنجات إذا استمرت ستؤدي الى أزمة قبل آخر السنة بين الولايات المتحدة والعراق.
ماذا تطلب الولايات المتحدة في هذه الفترة من الدول الخليجية وقطر بالذات؟
- أولاً، ان أميركا حليف رئيسي لنا في دول مجلس التعاون ككل، وهذا ليس بسر. توجد دائماً بيننا علاقات مميزة، ودائماً نطلب منهم الشفافية ونطلب منهم أن يكون هناك تشاور كأصدقاء وأن لا تملى علينا الأمور في آخر لحظة. ونعتقد أن الجانب الأميركي بدأ يتفهم أننا لا نستطيع أن نقوم بسياسة غير مقتنعين فيها أو نقوم بالدفاع عن شيء غير مقتنعين به. على الأقل نحن نتكلم هذا الكلام في قطر، وعلى هذا الأساس يوجد تشاور مستمر وتفاهم مستمر بيننا وبين الولايات المتحدة وبين أولبرايت وبيني. ونعتقد أنه تشاور مثمر، وقد لا نتفق في كل شيء.
تحدثت قبل قليل عن امكانية انفجار أو تحول الأمور الى أزمة...
- أنا اعتقد انه إذا لم تحل هذه القضية ديبلوماسياً سيكون هناك تصعيد وتوتر سواء من أميركا أو من قبل بعض الأعضاء في مجلس الأمن، إن لم يكن غالبيتهم. هذه قراءتي للأمور: تصعيد وتوتر نحو العراق. هذه قراءة شخصية. طبعاً ما أتمناه شخصياً أن يتفهم مجلس الأمن والعراق حاجة الآخر الى التوصل الى اتفاق ديبلوماسي، نحن نسعى في قطر لتهدئة الأمور في المنطقة ومع العراق في صورة خاصة لأننا نتألم لما يتألم له الشعب العراقي حالياً. لكني أرى ان الأمور تسير بأسلوب قد ينفجر، ليس بالضرورة عسكرياً، ولكن يوجد هذا الاحتمال، اذ أن ما قيل من أن الأمور العسكرية أُسقِطَت، لا أريد أن أعلق عليه الآن لانني لست في الادارة الأميركية. ولكن، أنا غير مقتنع تماماً بهذا القول.
برزت في الأيام الأخيرة معلومات صحافية وأحاديث أدلى بها المفتش الأميركي سكوت ريتر الى صحيفة اسرائيلية أكدت العلاقة الاستخبارية بين اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة واسرائيل. هل تعتقد أن هنالك مبرر للصمت العربي على هذه الناحية؟ أم ترى ان من الضروري الآن وضع الأمور في اطار الاختلال القائم في توازن القوى سيما وأن اسرائيل استفادت من المعلومات الاستخبارية؟
- الاختلال موجود، ليس فقط في الناحية العسكرية ولا في السياسية ولا في الاقتصادية وانما أيضاً في الاستخباراتية. انها عملية بين أعمى وبصير. واسرائيل بصيرة، سواء بالتكنولوجيا التي تملكها، أو بمساعدة بعض الأصدقاء. نحن نعلم أن اسرائيل لديها معلومات كثيرة عن الدول العربية، بخاصة الدول القوية. لكن لنرجع لأنفسنا: لو لم يدخل العراق في كل هذه الأزمة، لكان العراق رصيداً للأمة العربية ضد اسرائيل. أنا لا أريد أن أقول من أخطأ ومن لم يخطئ الآن. ولكن إذا راجعنا أنفسنا لوجدنا أننا نخطئ في حق أنفسنا ونعطي الطرف الآخر الآلات التي يستعملها ضدنا.
هل تعتقد أن التطور والكشف والتأكيد والتوثيق للعلاقة الاستخبارية سيؤثر في كيفية طرح الملف العراقي دولياً؟
- أنا لا اعتقد أنه سيؤثر، لأننا نعرف ان اسرائيل لها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وهذا ليس بجديد، ومع اللجنة الخاصة للأمم المتحدة نعلم أن اسرائيل لديها جهاز استخباراتي قوي.
ألا يوجد اعتراض لديكم على "تبادل المعلومات" بين اللجنة واسرائيل؟
- أنا لا استغرب. لو اعترضنا، فرضاً الآن، ماذا سيفيد الاعتراض في ظل الظرف الذي تمر فيه الأمة العربية حالياً والآلام التي تمر فيها الأمة العربية؟
لوحظ ان خطابك أمام الجمعية العامة كان من أقوى الخطب في تحميل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مسؤولية الاحباط التي وصلت اليها عملية السلام، واتهمته في صميم صدقه. أنتم كقطر كان لكم علاقة، واتُهمتم بأنها كانت علاقة متعاطفة جداً مع اسرائيل، وأثيرت كثيراً ضدكم استضافتكم مؤتمر الدوحة. ماذا أدى بكم الى هذا التغيير؟ هل أنتم نادمون على استضافة مؤتمر الدوحة؟
- بالعكس، انني اليوم غير نادم، ولا حتى بنسبة واحد في المئة لاستضافتنا المؤتمر. وقد كنت واضحاً في كلمتي السنة الماضية بأن عمل المؤتمر ليس لفائدة الدوحة منه ولكن لتثبيت أننا ما زلنا نريد السلام مع هذه الدولة اليهودية، لكنها هي لا تريد السلام وتماطل. وقد أثبتنا ذلك الآن، وبدأ الرأي العام العالمي يتغير والرأي العام الأوروبي يتغير كذلك، لأن الدول العربية قدمت كل ما طُلب منها، واسرائيل تقدم دائماً العراقيل والتراجع والنكوص عن تعهداتها.
لكن الضغوط ما زالت على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وليس على نتانياهو؟
- الضغوط فعلاً على عرفات، وأي وسيط سيضغط على أي طرف يستطيع ان يضغط عليه حتى ينجح في وساطته. ولكن لا بد أن يعرف الفلسطينيون ماذا يريدون وماذا لا يريدون، وأين الخطوط الحمر وأين الخطوط الصفر التي لا يجوز أن يتخطوها. انني متأكد من أنهم يعرفون ماذا يريدون، كشعب فلسطيني وكحكومة فلسطينية تعرف ماذا تريد وماذا يريد مواطنوها وماذا يريد شعبها.
في ضوء اتصالاتك أثناء وجودك في نيويورك، ماذا تتوقع بعد اسبوعين؟
- أنا أتوقع أن يحدث اختراق لأن جميع الأطراف أصبحت محتاجة الى اختراق. الطرف الأميركي محتاج الى اختراق والفلسطينيون محتاجون اليه والاسرائيليون محتاجون له أيضاً.
لماذا؟
- الاسرائيليون محتاجون لأن الضغوط الدولية على نتانياهو كثرت. طبعاً لا يرضينا نحن ان يعتبر هذا بحد ذاته اختراقاً. أنا اعتقد أن هذه خطوة متأخرة في إعادة الانتشار، لكن المهم أن نقوم بها وننتظر ماذا سيكون في المرحلة الأخيرة النهائية بالنسبة الى اعلان الدولة الفلسطينية، وإعادة الانتشار. فبالنسبة الي اعتقد ان جميع الأطراف أصبحت محتاجة الى تقدم على المسار الفلسطيني، اما من ناحية مدى احتياج كل واحد منهم، فهنا تختلف النسب. هناك من يحتاج الى هذا الموضوع بنسبة 100 في المئة، وهناك من يحتاج الى 50 في المئة و70 في المئة، هذا موضوع آخر.
بالنسبة الى قطر، ماذا ستتخذون من خطوات؟ هل هنالك اجراءات تجميدية، تطبيعية، انسحابية نحو اسرائيل؟
- لقد جمدنا علاقتنا. والمكتب الاسرائيلي الآن موجود في قطر ولكن ليس له أي نشاط، وليس لدينا أي نشاط آخر مع اسرائيل. فإذا حدث تقدم في العملية السلمية، فسنتقدم مع هذا التقدم. وإذا كان هناك تأخر فسنتأخر، وإذا كان هناك جمود سنجمده، فنحن لا مصلحة لنا إلا تشجيع الأطراف.
لماذا تعمدت التشكيك من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في صلب صدق نتانياهو؟ ماذا حدث؟
- لأن هذه خبرة عن واقع، وخبرة عن الطبيعة. فقد وعد كثيراً بأن هذه الأمور ستحل وأنه سيكون هناك اختراق. وكنا دائماً نسمع أنه سيكون هناك حل على المسار الفلسطيني ثم نجد في النهاية أن نتانياهو لم ينفذ. حتى اتفاقية الخليل لم تنفذ بالكامل الى الآن.
هل نكث بوعوده معكم أيضاً؟
- نعم. أنا أتذكر عندما تسلم مهامه رئيساً للوزراء كانت هناك مكالمة تليفونية بيننا، وقد وعد بأشياء وبأن الأمور تسير الى أمام وأنه مؤمن بالسلام، وأن هذا هو الطريق
الأمثل. كان ذلك عند تسلمه رئاسة الوزراء وباتصال منا شخصياً، تليفونياً، لكني فوجئت بأن ما يقال لي يختلف. كانت هناك بعض الرسل بيننا، وفي نفس الوقت كانت هناك رسائل تطمين. وبعدها بأسابيع نجد ان الموضوع يختلف تماماً.
انتقل معك بسرعة الى مواضيع اخرى بدءاً بالسودان. جميع المؤشرات تشير الى ان الضربة الاميركية على السودان اخطأت الهدف اولاً هل تدعمون ضرورة الدفع داخل مجلس الأمن - وليس مجرد طرح مشروع قرار - من اجل ارسال بعثة دولية للتحقيق؟ وثانياً، اذا ثبت خطأ الولايات المتحدة، هل يجب على الولايات المتحدة الاعتذار والتعويض؟
- انا اعتقد انه اذا ثبت انه خطأ، يجب ان تعتذر الولايات المتحدة وتعوض. ان السودان طلب لجنة تحقيق في هذا الموضوع، ونعتقد ان من حقه ان يستجاب لطلبه. ولا اعتقد ان الجاني يطلب ان يحقق معه احد في هذا الموضوع. نأمل ان تعرف جميع الاطراف انها كانت مخطئة وترجع الى الصواب والى العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والسودان. هذا امل لنا هناك سوء فهم، نرجو ان يزول.
كيف ترى كوزير خارجية دولة خليجية، نظرة ايران الى نفسها الآن وفي اطار وزنها الاقليمي على المدى البعيد؟
- اعتقد ان الايرانيين حققوا في هذه الدورة انجازاً لايران. فالرئيس الايراني ووزير الخارجية حققا انجازاً وتقدماً في اعادة علاقاتهم مع دول كثيرة، وفي اقامة حوار واظهار ايران بمظهر معين اما بخصوص دور ايران الاقليمي فلا اعتقد ان هناك من يشكك فيه، ولا يجب ان نشكك فيه، ولا يجب ان نستخف به. دورها كبير لان ايران دولة كبرى مطلة على الخليج. ان دور ايران المستقبلي نتمناه ان يكون دوراً جماعياً مع دول مجلس التعاون ودوراً اخوياً. وحل المشاكل العالقة مثل قضية الجزر بين الامارات وبين ايران نتمنى حل كل هذه القضايا بالطرق السلمية او من خلال القضاء والتعامل مع الجيران بكل ود واحترام. اذا كان هذا هو دور ايران، فأنا اعتقد انها ستأخذ دوراً اكبر ودور الصديق الاكبر في المنطقة.
لم تعودوا في الخليج تخافون العظمة الايرانية واستعادة وزنها سيما على حساب العراق الآن لأن العراق محيد في معادلات التوازن؟
- التوازن مهم بين العراق وايران وباقي الدول، ولا اعتقد اننا في دول الخليج نخاف من العظمة الايرانية. نحن في دول الخليج نحترم من يحترمنا. على الاقل، اقول، في قطر اننا نحترم من يحترمنا واثبتنا ذلك عملياً مع دول كبرى ومع دول صغرى. انا اعتقد ان العالم يتجه لاقرار الواقع واقرار العلاقة التي لا بد ان تكون متساوية.
هذا لا يعني ان الدولة الكبرى مقارنة بالدولة الصغرى لها نفس الدور. لكن لو اتجهنا الى لوكسمبورغ في اوروبا لوجدنا له صوتاً مثل اي دولة اوروبية كبريطانيا وفرنسا والمانيا وهي دولة صغرى هامشية دورها السياسي معروف ومحدود. ولكن هذا لا ينقص من احترامها ودورها. اذا كان هذا المفهوم بيننا وبين جيراننا الكبار، فأنا اعتقد ان الخليج سيأمن من حروب وصدامات اخرى، لأن الصغير دائماً يستطيع ان يجر الكبير الى مشكلة، ولا نستطيع ان نقول ان هناك كبير او صغير.
سورية كانت في فترة معينة شديدة الانتقاد لقطر لاستضافتها مؤتمر الدوحة، الآن سورية شديدة الانتقاد للاردن بسبب دوره في ما تسميه المحاور، واتكلم بالذات عن العلاقة التركية - الاسرائيلية والمناورات المشتركة. اولاً أترى ان هنالك فعلاً تبريراً للموقف السوري من ناحية تخوفه من المحاور وتطويق سورية؟ وثانياً، هل ترى في الاسلوب السوري لابلاغ رسالته الى الاردن ما يشابه اسلوبه في ابلاغ رسالته لكم انتم في الدوحة عندما كنتم على اختلاف؟
- أولاً بالنسبة الى سورية كنا دائماً نحترم وجهة نظرها لعدم الحضور لأن هذا مبدأ وسياسة اتخذتهما سورية ونحترمها. انا اعتقد انه اجتهاد من الطرفين. منا في قطر، ومن سورية، في كيفية النظر لهذا الموضوع. اما بين سورية والاردن، فنحن نأمل بأن يوجد دائماً في العلاقات حد ادنى من الاحترام بين البلديين، وحد ادنى للحفاظ على مصالح البلدين، وحد ادنى لتفهم ظروف كل بلد في تعامله مع الاطراف الاخرى. ومن هذا المنطلق انا اعتقد ان سورية يجب ان ندعمها ايضاً في صمودها ويجب ان نقف معها سواء ضد اسرائيل او نقف معها في بعض حقوقها مع تركيا. لكننا ايضاً نعتقد بأن تركيا دولة مهمة ترتبط بتاريخ مهم مع العالم العربي ويجب ان تكون علاقات طبيعية وممتازة بيننا وبين تركيا. ولذلك نرجح الى انه لن يكون هناك تفاهم بالتراشق الاعلامي بين أي دولة ودولة. قد يحدث هذا في بعض الاحيان لكن عملياً، الجلوس حول الطاولة والمواجهة لحل القضايا هو الأسلم. ويجب على كل طرف قبل الدخول في مثل هذه المفاوضات او مثل هذه المحادثات ان يؤمن ان وجهة نظره ليست صحيحة مئة في المئة ويجب ان يتنازل لأخيه عن شيء.
ألا ترى الخطورة التي تشير لها سورية في التحالف العسكري، العلاقة العسكرية بين تركيا واسرائيل؟
- لا اقول انه لا توجد خطورة، ولكن يجب ان نتحاور مع تركيا بهدوء وليس بضجة.
الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي غاضب من المواقف العربية ويقول انه وجد دعماً اكبر وملموساً واستراتيجياً من افريقيا أكثر من الدول العربية. كذلك السودان يقول الآن ان هنالك تقاعساً في المواقف العربية على رغم وضوح صحة مواقفه من الضربة الاميركية. هل ترى مبرراً لمواقف البلدين؟
- اعتقد ان القذافي محق، والسودانيين ايضاً محقون في هذا الموضوع. لا اعني ان كل مواقفهم، مئة في المئة، سليمة كسودان وليبيا. لكن هناك تقاعساً عربياً. نعم، هناك تقاعس عربي مع ليبيا. ونعم، هناك تقاعس عربي مع السودان. لكن ما اريد ان اقوله للرئيس معمر القذافي وللسودانيين هو: هل هذا التقاعس العربي فقط مع ليبيا ومع السودان؟ يوجد تقاعس عربي على جميع المستويات. في قضيتنا الاساسية مع اسرائيل، هناك تقاعس عربي. نحن لم نستطع ان نجتمع كرؤساء للاتفاق حول مسيرة السلام، لأنه لا يوجد قرار عربي في الوقت الحاضر للأسف. لا يوجد اتفاق عربي على أدنى حد حتى في الامور الاقتصادية. ففعلاً هو مجال للاحباط. ولكن ايضا يجب ان نسأل اين وقفت الدول العربية وقفة مشرفة في موضوع معين؟ يجب ان نتفهم الوضع الليبي ونتفهم الوضع السوداني. وأنا لا اقول انهم محقون مئة في المئة، لكن في نفس الوقت ان الاحباط الذي اصاب الرئيس الليبي او السودانيين، اعتقد انهم محقون فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.