بعد فشل محادثات واشنطن وعودة منطق "اسرائيل الكبرى". القليبي يحض الفلسطينيين على الاستعداد لمجابهة "حضارية" صعبة مع المجتمع الاسرائيلي

اعتبر الأمين العام السابق للجامعة العربية السيد الشاذلي القليبي ان "المجابهة الفلسطينة - الاسرائيلية دخلت انعطافاً جديداً" بعد فشل محادثات واشنطن الأخيرة بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بوساطة الرئيس بيل كلينتون.
ورأى ان الحكومة الاسرائيلية عادت الى منطق رئيس الوزراء الأسبق اسحق شامير "الذي اعترف بعد مغادرته الحكم انه كان يناور لكسب الوقت ولا ينوي التخلي عن أي شبر من أرض "اسرائيل الكبرى".
وحض القليبي في تصريحات أدلى بها أمس في تونس الفلسطينيين على الاستعداد "لمجابهة صعبة وطويلة مع المجتمع الاسرائيلي ما يتطلب جهوداً من نوع جديد لم يألفها الفلسطينيون في العقود الماضية". وأوضح ان الصراع الفلسطيني مع اسرائيل لا يشبه الصراعات التقليدية مع دول استعمارية "لأنه صراع مع مجتمع استطاع ان يغير القانون الدولي لصالحه بواسطة القوة الحضارية التي تمثلها الجماعات اليهودية في العالم". وشدد على ضرورة "مجابهة هذه القوة الحضارية بما يماثلها حتى تكون المواجهة متوازنة وتفضي الى توليد عناصر توفيقية، كون الصراع بين الطرفين صراعاً حضارياً وليس سياسياً - عسكرياً وحسب".
وحض على "إعادة تنظيم القوى الفلسطينية في الداخل والخارج وحشد الطاقات ووسائل التحرك في اطار ما ترسمه السلطة الفلسطينية من خيارات".
وشدد على أهمية ان "تلتزم الفصائل الفلسطينية ما تتخذه القيادة المركزية من مواقف وما تشير به من تصرفات، لأن المسألة باتت تتعلق بالمصير الفلسطيني وليس باجتهادات طرفية أو حساسيات مذهبية". وأوضح ان الهدف في هذه المرحلة "هو إبراز قوة فلسطينية فاعلة بقدراتها الذاتية ومتفاعلة مع المجتمعات الموجودة فيها ومتناغمة مع السلطة الفلسطينية".
وأضاف ان المطلوب اليوم هو "التجاوب مع طبيعة الصراع الجديد بين الفلسطينيين والاسرائيليين" وفي هذا السياق حض على "بناء مجتمع فلسطيني قوي قادر على المواجهة في الداخل وفي البلدان التي بيد شعوبها الحل والعقد". وأضاف: "لا بد من بناء مجتمع فلسطيني حداثي يضاحي في حداثته المجتمع الاسرائيلي والمجموعات اليهودية في العالم التي لم تتغلب بقوة السلاح فقط، بل كذلك، وربما أولاًَ وبالذات، بقوة مخزونها الثقافي والحضاري".
ورأى ان الطريق الى ذلك تتمثل في الجمع بين الفصائل الفلسطينية والطاقات المتوافرة في الشتات "لانضاج مجتمع فلسطيني في الداخل والخارج قادر على الكفاح الناجع بالأدوات المناسبة وبالروحية الملائمة والمنطق الحضاري الذي يضمن الفوز".