علمت «الحياة» أن المحكمة الجزائية في الرياض أصدرت حكماً ببراءة أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأربعة المتهمين في حادثة مطاردة اليوم الوطني، التي أودت بحياة الشقيقين ناصر وسعود القوس، من تهم الحق العام، والمتمثلة في التزوير وتضليل جهات التحقيق. وأكدت مصادر موثوقة ل«الحياة» أن المحكمة أصدرت الحكم قبل أسبوعين من الآن، مشيرة إلى أن سقوط الحق العام لا يعني تلافي الحق الخاص. وقالت المصادر إن أسرة الشقيقين المتوفيين استاءت من قرار المحكمة، بيد أنهم لم يعترضون باعتبار ما سقط يمثل الحق العام للدولة. وأشارت إلى أن تهم الحق العام الموجهة إلى منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأربعة، والذين شهدت قضيتهم تفاعلاً واسعاً من الرأي العام السعودي، تمثلت في تزوير محاضر ومستندات رسمية حول حادثة المطاردة، وتضليل جهات التحقيق من خلال تغيير الوقائع خلال جلسات التحقيق. وتعود تفاصيل حادثة المطاردة إلى احتفالات اليوم الوطني العام الماضي، والتي بدأت بمطاردة أعضاء في «هيئة الأمر بالمعروف» لمركبة يستقلها شقيقان وسط الرياض فجراً، أدت إلى انقلابها ووفاتهما. وكانت التهم التي وجهت إلى أعضاء الهيئة، والمنظورة أمام ديوان المظالم، تمثلت في التزوير بمحاضر ومستندات رسمية، والتي تصنف ضمن الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف، والمنصوص عليها في قرار وزارة الداخلية رقم 1900، وتغيير الحقائق والكذب على لجنة التحقيق، إضافة إلى تهم أخرى تتعلق بالحق الخاص. واعترف سائقو دوريات الهيئة بمطاردة مركبة الشابين والاصطدام بها ثلاث مرات قبل سقوطها وانقلابها من أعلى جسر الملك فهد، ليروح ضحية الحادثة الشابان ناصر وسعود القوس. وتولت هيئة التحقيق والادعاء العام التحقيق في قضية حادثة «مطاردة اليوم الوطني»، إذ وجهت 15 تهمة إلى أعضاء الهيئة. ووجهت إلى المتهم الأول تهمة صدم السيارة ومخالفة الأنظمة المتعلقة، بينما اتهم المتورط الثاني بالمشاركة في المطاردة، إضافة إلى اتهام أربعة أعضاء آخرين بتضليل جهة التحقيق بعد ثبوت تراجعهم عن اعترافهم الأول، وكذلك تهم عدم التوقف لمساعدة المصابين بعد التسبب في المطاردة، ما أدى إلى محاولة الشابين الهرب وقطع الإشارة والاصطدام بسيارة الأجرة. وأكدت مصادر مطلعة ل«الحياة» حينها، أن جميع الأعضاء اتفقت رواياتهم في الاستجواب الأول، وأنه بعد إعادة الاستجواب تراجع خمسة من المتهمين عن أقوالهم رغبة منهم في كشف الحقيقة كاملة، إذ إن أعضاء «الأمر بالمعروف» أقروا بمطاردة المتوفيين ناصر وسعود القوس وصدمهم مرات عدة.
