على رغم تنوع إنتاجات الفن الإسلامي وإبداعاته التشكيلية بتنوّع المكان والزمان، يبقى الرابط بينها بريق الحياة وكرنفالية الخطوط وصفاء الألوان وعمق الرؤية. وفي هذا السياق، شهدت كبرى قاعات مكتبة الإسكندرية افتتاح معرض منجزات المملكة العربية السعودية في مجال الثقافة والآثار والتراث، في حضور مدير مكتبة الإسكندرية مصطفى الفقي والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار والدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية وريجينا شولتسز ممثلة رئيسة الايكوم (المجلس الدولي للمتاحف). يتحدث المعرض عن منجزات المملكة السعودية في مجال الثقافة والتراث، وكيف كان الفن الإسلامي معبراً عن قيم التسامح والاندماج في مختلف الربوع الإسلامية، بخاصة في المملكة. يأتي المعرض على هامش مؤتمر الفن الإسلامي في مواجهة التطرف الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بمشاركة باحثين من 13 دولة من أوروبا وآسيا وأفريقيا، بدعم من المجلس الدولي للمتاحف والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم. أظهر المعرض بصوره الفوتوغرافية المتفردة كيف سعت المملكة للحفاظ على التراث والهوية الإسلامية، وتبنت لهذه الغاية برنامجاً طموحاً. ومن الصور اللافتة في المعرض الآيات القرآنية التي خطت على شواهد قبور الصحابيات الجليلات والصحابيين من وقت الرسول (ص) وما بعده. وكذلك صور لعدد من الآنية الأثرية التي عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على استعادتها. وثمة لقطات للعديد من المناطق السياحية والأثرية في المملكة، منها البلدة التراثية في العلا وقلعة الزريب في محافظة الوجه. وأشار الراشد إلى أن الإبداع الإسلامي بكل صوره واتجاهاته هوية عالمية يصب في الحضارة الإنسانية الكونية الداعية للسلام ولاحترام الآخر. وأكد مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الفن الإسلامي ينطق بالتسامح والسلام، ويتمتع بالغنى الذي يجعله من أهم أدوات محاربة الإرهاب والتطرف. وقال مدير قطاع المشاريع في مكتبة الإسكندرية خالد عزب إن «التراث الحضاري الإسلامي للمملكة مكتظ بالعديد من المقومات التي تجذب الزائرين والسياح والدارسين من مختلف بلاد العالم»، مشيداً بالخطوات التي اتخذتها المملكة لإظهار «الزخم والتنوع الحضاري». ويعد المعرض شاهداً على الطفرة التي تشهدها السعودية في تلك المجالات». وأكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن الثقافة هي «أهم فعل مقاومة يمكن أن نواجه به التطرف والإرهاب»، لافتة إلى أهمية الحفاظ على ذاكرة المكان والاهتمام بالمواقع الأثرية في المجتمعات العربية. وتحدثت ريجينا شولتس عن أهمية المتاحف ودورها في الحفاظ على الثقافة، وأكدت أن الفن والتراث الإسلامي من أهم أدوات محاربة التطرف.