خسر جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأبرز ستشاريه، حق الاطلاع على معلومات مصنفة «سرية جداً» في البيت الأبيض، في قرار يُرجّح أن تكون له انعكاسات على الإدارة. لكن مسؤولين أكدوا أنه لن يؤثر في دور كوشنر. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم إن دولاً سعت إلى استغلال ترتيبات أعمال كوشنر ومصاعب مالية يواجهها وافتقاره الخبرة في السياسة الخارجية. وأضافت أن اتصالاته التجارية مع مسؤولين أجانب أثارت قلقاً في البيت الأبيض، وكانت ضمن أسباب عدم تمكنه من نيل تصريح أمني دائم. واعتبر السيناتور ريتشارد بلومنثال أن سحب هذا التصريح من كوشنر جاء «متأخراً»، لافتاً إلى أن الأمر «يثير تساؤلات في شأن ارتباطاته بدول، مثل الصين، والتضارب المحتمل في المصالح، في وقت يتولّى مسؤوليات مهمة على صعيد السياسة الخارجية في البيت الأبيض». وتُلقي خسارة كوشنر قدرته على الوصول إلى معلومات «سرية جداً وحساسة» شكوكاً جدية في شأن وضعه بوصفه شخصية نافذة داخل البيت الأبيض، وقدرته على التفاوض في ملف السلام في الشرق الأوسط. ونبّه المفاوض السابق في ملفات الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر إلى أن كوشنر يواجه خطر فقدان «صدقيته» أمام محاوريه في المنطقة، لا سيّما أنه كان من مؤيّدي تعزيز دعم واشنطن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وكان محامي كوشنر أقرّ أن موكله لم يكمل بعد الإجراءات الرسمية للحصول على التصريح، على رغم تقارير أفادت بقدرته على الوصول إلى مواد أكثر سرية، ترِد في إيجاز يومي تعدّه أجهزة الاستخبارات الأميركية لترامب. وأمر كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي بتغيير في نظام التصاريح، بعدما عمل المستشار روب بورتر لشهور من دون تصريح كامل، اثر اتهامه بالاعتداء على زوجتيه السابقتين. لكن كيلي أكد لكوشنر أن لديه «ثقة كاملة بقدرته على تنفيذ مهمات موكلة إليه، في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية، لا سيّما الإشراف على مفاوضات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية والعلاقات مع المكسيك». وأكد أن «الجميع في البيت الأبيض ممتنّ لهذه المساهمات القيّمة لدعم أجندة الرئيس، لا صدقية في التلميح لأمر آخر». كما طُرحت تساؤلات في شأن مستوى التصريح الأمني الذي تمتلكه إيفانكا ترامب، علماً أن كوشنر أُرغم مراراً على مراجعة إفاداته أمام أجهزة الاستخبارات الأميركية ووكالات أخرى، في شأن اتصالاته بمسؤولين أجانب ومصالحه التجارية. وبات محطّ تركيز المدعي الخاص روبرت مولر، بعد لقاء صهر الرئيس سراً السفير الروسي السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك والمصرفي الروسي سيرغي غوركوف، المرتبط بالرئيس فلاديمير بوتين، إضافة إلى حضوره اجتماعاً مع محامية مرتبطة بموسكو، عُقد في برج ترامب. مدرسة فلوريدا من جهة ثانية، استأنف التلاميذ والمدرسون الذين روّعتهم واحدة من أسوأ عمليات قتل جماعي في الولاياتالمتحدة، الدراسة للمرة الأولى في مدرسة ثانوية في ولاية فلوريدا، منذ قتل طالب سابق 17 شخصاً فيها قبل أسبوعين. وسيبقى المبنى الذي سقط فيه معظم القتلى مغلقاً لموعد غير محدد، إذ يدرس مشرعو الولاية مشروع قانون لتخصيص أموال لهدمه ليحلّ مكانه نصب تذكاري للضحايا. وفي السياق ذاته، رفض زعماء جمهوريون في الكونغرس رفع الحد الأدنى لسنّ مَن يحق لهم شراء السلاح، بعد اقتراح لترامب في هذا الصدد. ورفض الجمهوريون ضغوطاً لفرض قيود جديدة على حمل السلاح، وأشاروا إلى حصول مجازر مشابهة في السابق، مؤكدين أن موقفهم لن يختلف هذه المرة. ورأوا أن من غير المنصف «حظر حمل السلاح على مواطنين ملتزمين القانون، بل التركيز على ضمان عدم وصوله للذين يجب ألا يحملوا سلاحاً». إلى ذلك، أعلنت دائرة الهجرة الفيديرالية توقيف 150 مهاجراً غير شرعي، في عملية دهم استمرت ثلاثة أيام شملت مدناً في ولاية كاليفورنيا. من جهة ثانية، أُصيب 11 شخصاً في قاعدة لمشاة البحرية الأميركية (مارينز) قرب واشنطن، بإعياء إثر فتح رسالة تحوي «مادة مجهولة».