أطلقت روسيا تحذيراً متعدّد الجوانب من تعرّض قواتها العسكرية المنتشرة في سورية لأي تهديد، من دون أن تحدد طبيعته. وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس، عن «قلقلها الشديد» إزاء الغارات الاسرائيلية على مواقع عسكرية في سورية وتنامي التوتر إثر إسقاط مقاتلة اسرائيلية. وحضّت موسكو الأطراف جميعها إلى «ضبط النفس وتجنّب الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الوضع». وشدّدت على «ضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سورية وغيرها من دول المنطقة»، مضيفة أنه «من غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سورية تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين». وفيما أكّدت السلطات الاسرائيلية أن دفاعات جوية سورية هي من أسقطت طائرة «اف 16» الإسرائيلية أمس، أفاد خبراء عسكريون روس «الحياة» بأن سورية تملك منظومات دفاع جوي عديدة ومتنوّعة لا تستدعي الحاجة إلى «إذن» روسي لتشغيلها. وقال الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين، رئيس تحرير الملحق العسكري في صحيفة «نيزافيسيمايا»، إن «الجيش السوري يملك أنظمة دفاع جوي روسية تديرها لوحدها من دون الحاجة إلى أخذ اذن من قيادة القوات الروسية في سورية»، مضيفاً أن أنظمة «إس 300» و»إس 400» المنتشرة في القواعد الروسية في سورية تملك غرفة عمليات منفصلة. وأوضح أن «صواريخ إس 200، و»بانستير «1، وكذلك «بوك إم 2 إي»، قادرة على اسقاط طائرات «إف -16» «بسهولة». ورجح خبراء روس استخدام احدى المنظومتين الأخيرتين لأن الطائرة أصيبت فوق الجولان، وتابعت التحليق إلى الجليل قبل سقوطها. ووفق خبراء روس، زودت روسيا النظام السوري عام 2011 بنظام «بانتسير إس 1» القادر على حماية المنشآت عند مسافات قريبة. ويبلغ المدى المجدي لصواريخ هذا النظام 20 كيلومتراً، وارتفاع أقصاه 15 كيلومتراً. ويقدّر بعض الخبراء امتلاك سورية أكثر من 30 وحدة من هذه المنظومة. وتستطيع منظومة «بوك ام 2 إي» ضرب أهداف عدة على بعد 45 كيلومتراً وصولاً إلى ارتفاع 25 كيلومتراً. وتملك سورية، وفق تقديرات غربية، نحو 20 منظومة. وتستخدم المنظوتان للتعامل مع الطائرات أثناء قيامها بمناورات على ارتفاع منخفض. وترجّح مصادر غربية أن هذه المنظومة تُدار حتى الآن من جانب خبراء روس، ما يفسّر تحذيرات روسيا من استهداف مقاتليها في سورية. أما صواريخ إس 200»، فيصل مداها إلى أكثر من 150 كيلومتراً، ويمكنها إصابة الهدف بدقة.