عقدت اللجنة المشتركة بين الإماراتوروسيا اجتماعاً في أبوظبي برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الصناعة والتجارة الروسي دينس مانتوروف. وقال بن زايد: «أجرينا مناقشات مثمرة وتبادلنا وجهات النظر حول العلاقات بين البلدين، ووافقنا على مواصلة تعزيز التعاون في المجالات المشتركة كافة». وأكد أن «دولة الإماراتوروسيا من الأصدقاء والحلفاء المقرّبين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1971، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه الشراكة وتطويرها في الميادين كافة، كما نتطلع إلى أن يكون اجتماعنا المقبل في روسيا وإلى أن تساهم نتائج هذا الاجتماع في مزيد من التعاون والتطوير في العلاقات بين البلدين». ولفت إلى «تزايد معدلات السياحة الروسية إلى دولة الإمارات»، معرباً عن أمله بتحقيق معدلات أكبر للسياحة الإماراتية إلى روسيا وتحقيق تحسن في مؤشرات التبادل التجاري بين البلدين. وقال مانتوروف إن «دولة الإمارات من أهم شركاء روسيا في منطقة الشرق الأوسط، وهناك الكثير من مجالات التعاون بين البلدين مثل الطاقة والصناعة والسياحة والثقافة». وعقد على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة، «منتدى الأعمال الإماراتي الروسي» الذي نظمته «غرفة تجارة وصناعة أبوظبي» على مدى يومين في أبوظبي بحضور أعضاء مجلس إدارة الغرفة، وبمشاركة كبار الشخصيات والمسؤولين الإماراتيين والروس، وأكثر من 100 رجل أعمال وممثل عن شركات روسية أبدت اهتمامها بالتعاون مع الشركات الإماراتية. وأعربت الشركات الروسية عن اهتمامها بافتتاح مكاتب تمثيلية في أبوظبي، لتشكل مركزاً لها على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط، وإطلاق مشاريع وشراكات استراتيجية مع ممثلي القطاع الخاص الإماراتي في أبوظبي. وأكدت الشركات الروسية اهتمامها بالعمل والاستثمار في أبوظبي بفضل الفرص الاستثمارية المتنوعة فيها، والبنية التحتية المتطورة ومرافق حديثة من موانئ ومطارات ومناطق حرة، وتشريعات وقوانين من شأنها تعزيز ثقة الشركات الروسية في إطلاق مشاريع في أبوظبي. وأبدت العديد من الشركات الروسية المشاركة في المنتدى رغبتها في الإعلان عن مشاريع في عدد من المجالات في أبوظبي خلال الفترة المقبلة، بالشراكة مع ممثلي القطاع الخاص في الإمارات. وأكد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة «جوتا القابضة» أليكس بيتروف «أهمية أبوظبي بالنسبة للشركات الروسية، إذ تحتضن بنية تحتية متطورة وأنظمة تشريعية وقانونية توفر التسهيلات اللازمة للشركات الروسية لإطلاق مشاريعها من أبوظبي، خصوصاً والإمارات عموماً». وأضاف أن «الشركات الروسية تتعاون في شكل متواصل مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس في ما يتعلق بالمنتجات الروسية، خصوصاً الغذائية منها التي تتطابق مع المعايير والمقاييس الإماراتية». واستعرض الجانب الروسي الإجراءات المتبعة لتأسيس الشركات في روسيا، مؤكداً وجود فرص استثمارية في قطاع البنية التحتية في روسيا تحظى باهتمام كبير من المستثمرين ورجال الأعمال، إلى جانب الاستثمار في مجال المطارات والنقل الجوي والطاقة التي تحقق عائدات مجزية للمستثمرين. ولفت إلى أن قطاع البنية التحتية الروسي يحظى باهتمام كبير من قبل المستثمرين ورجال الأعمال والشركات الأجنبية، إذ يبلغ حجم المشاريع التي يعلن عنها في هذا القطاع أكثر من 20 بليون دولار سنوياً. وقال المدير العام ل «غرفة تجارة وصناعة أبوظبي» محمد هلال المهيري في الكلمة الافتتاحية لفعاليات المنتدى: «منتدى الأعمال الإماراتي الروسي يشكل فرصة لبحث فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وإتاحة المجال أمام ممثلي القطاع الخاص لبحث فرص الاستثمار والشراكة التي من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحقيق النمو الذي ننشده جميعاً». وأضاف: «نسعى خلال هذا المنتدى إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري وتعريف المستثمرين ورجال الأعمال والشركات بمناخ وفرص الاستثمار بصورة تفصيلية في المجالات والقطاعات كافة». وأكد أن «الغرفة تولي اهتماماً كبيراً من أجل مزيد من النمو والتقدم بعلاقات التعاون الاقتصادي وترسيخ الروابط والصلات وفتح آفاق جديدة بين رجال الأعمال والشركات في كل من إمارة أبوظبيوروسيا». وقال: «أرى أن هناك الكثير من المجالات ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً المتعلقة بالصناعات التحويلية وفي مقدمها البتروكيماويات والألومنيوم والذي يمتلك فيها الجانبان خبرات واسعة، إلى جانب الصناعات التكنولوجية المتقدمة ومجالات الابتكار والبحوث العلمية والطاقة المتجددة والاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية». وأوضح المهيري أن «المنتدى يشكل مناسبة مهمة لالتقاء ممثلي القطاع الخاص في كلا البلدين، وبحث أوجه التعاون والاستثمار والفرص المتاحة، كما أن أبوظبي ترحب بالشركات الروسية تقدم كل التسهيلات لها للاستثمار والعمل من أبوظبي التي تحولت إلى مركز إقليمي وعالمي للأعمال، وتستقطب باستمرار كبريات الشركات العالمية».