حضت ميانمار اليوم (الأحد) المسلمين (أقلية الروهينغا) في شمال غربي البلاد المضطرب، على التعاون في البحث عن المسلحين الذين أدت هجماتهم المنسقة على نقاط أمنية إلى حملة عسكرية أشعلت واحدة من أعنف موجات العنف التي واجهها المسلمون خلال عقود، فيما ألقيت قنبلة حارقة على سفارة ميانمار في جاكرتا وأدت إلى حدوث حريق صغير. وأسفرت الاشتباكات والهجوم المضاد الذي نفذه الجيش عن مقتل حوالى 400 شخص وفرار حوالى 58 ألفاً و600 من الروهينغا إلى بنغلادش المجاورة خلال الأيام السبعة الماضية، ويحاول عمال الإغاثة التعامل مع هذا الوضع. وتمثل معاملة الأغلبية البوذية في ميانمار للروهينغا المسلمين الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون شخص، التحدي الأكبر الذي يواجه الزعيمة أونغ سان سو كي التي يتهمها منتقدون غربيون بعدم الحديث علناً عن الأقلية التي عانت منذ وقت طويل من الاضطهاد. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من (الجمعة) إن العنف ضد المسلمين يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. ويمثل هذا تصعيداً واضحاً للعنف المشتعل منذ تشرين الأول (أكتوبر) عندما دفع هجوم أصغر نطاقاً نفذه مسلمون من الروهينغا على نقاط أمنية إلى رد فعل عسكري أثار اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت صحيفة «غلوبال نيو لايت أوف ميانمار» التي تديرها الدولة اليوم إن السلطات «حضت القرويين المسلمين في شمال مونغتاو عبر مكبرات صوت على التعاون عندما تبحث قوات الأمن عن إرهابيي جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان، وألا يشكلوا تهديداً أو يلوحوا بأسلحة عندما تدخل قوات الأمن قراهم». وأعلنت الحكومة جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان جماعة إرهابية. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجمات المنسقة على النقاط الأمنية في الأسبوع الماضي. وفي أندونيسيا، قالت شرطة جاكرتا في بيان اليوم إن ضابط شرطة رصد عندما كان يقوم بدورية في شارع خلف السفارة، حريقاً في الطابق الثاني من المبنى الثانية والنصف فجراًن وأبلغ ضباط الشرطة الذين يحرسون البوابة الأمامية للسفارة. وقال البيان إن الشرطة عثرت بعد إخماد الحريق على زجاجة محطمة ملصق بها فتيل، مشيرة إلى أن الجاني المجهول يشتبه يأنه فر من المكان بسيارة. وقال الناطق باسم الشرطة أرجو يوونو إن شرطة جاكرتا تحقق الآن في الحادث ولم تعرف بعد الدافع وراء الهجوم. وقالت وكالة «أنتارا» الرسمية للأنباء إن مجموعة من الناشطين نظموا احتجاجاً أمس أمام السفارة لمطالبة لجنة جائزة نوبل بسحب الجائزة من زعيمة ميانمار أونج سان سو كي. واستمرت الاحتجاجات اليوم الأحد في وسط العاصمة جاكرتا إذ دعا عشرات الأشخاص من جماعات إسلامية وجماعات ناشطة الحكومة الإندونيسية إلى المشاركة بفعالية في وقف انتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهينغا.