أكدت مصادر إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو سيركّز في لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس الذي وصل إسرائيل مساء أمس في أول زيارة له، على وجوب «إخلاء جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية»، فيما سيقدم قادة الأذرع الأمنية «بيّنات استخباراتية حول انتهاك حزب الله بشكل دائم القرار الدولي 1701». وتشمل زيارة الأمين العام كلاً من تل أبيب ورام الله ومنشآت الهيئة الدولية في غزة. وأفادت المصادر الإسرائيلية أن نتانياهو سيحاول أن يكون الملف الإيراني في صلب محادثاته مع الأمين العام «في ما يتعلق بتعزيز الوجود الايراني في سورية» وأنه سيطالب بتدخل دولي يقود إلى خروج جميع القوات الأجنبية التي شاركت في القتال من سورية. وأبرزت وسائل الإعلام العبرية الهجوم الذي شنته سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة نيكي هايلي على قوات حفظ السلام في جنوبلبنان وقائدها الإيرلندي مايكل بيري على خلفية ما وصفته «عجز القوات الدولية عن مواجهة حزب الله»، وفي أعقاب تصريحه بأنه لا توجد أدلة بأن لدى حزب الله مخازن أسلحة في المساحة الخاضعة لمسؤولية القوات الدولية، وأنه «لو كان الحديث عن مخزون كبير من السلاح لعرفنا به». واعتبرت هايلي هذه الأقوال لا تتسق و «الواقع القائم الذي يتسم بقيام حزب الله بتأمين وجود مسلح له في الجنوب، منتهكاً القرار 1701». وقالت هايلي: «يبدو أن قائد القوات في الجنوب هو الإنسان الوحيد في جنوبلبنان الأعمى لما يفعله حزب الله». وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من الحكومة أن نتانياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ونائب رئيس هيئة أركان الجيش افيف كوخافي وآخرين من قادة المؤسسة الأمنية، سيؤكدون أقوال السفيرة خلال لقائهم غوتيريس. وأضافت أن إسرائيل تولي أهمية كبيرة للزيارة عشية انتهاء فترة التفويض الحالي للقوات الدولية في جنوبلبنان وأن كوخافي سيعرض أمام الضيف معطيات استخباراتية وصوراً عن سلوك حزب الله في المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل. وتابعت أن المسؤولين الإسرائيليين سيحذرون أمامه من أن مواصلة حزب الله التسلح بوسائل قتالية متطورة خلافاً للقرار الدولي 1701 «قد يؤدي إلى تصعيد الوضع». وكان سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة الذي يرافق الأمين العام في زيارته داني دانون طالب الهيئة الدولية بأن يكون دور قوات حفظ السلام «أكثر نجاعة وفاعلية ليعالج التهديدات التي يشكلها حزب الله»، وأنه «لا يجوز أن تبقى هذه القوات عمياء حيال التسلح الخطير لحزب الله في الجنوب، وأنه يتوجب على القوات أن تضع حداً لانتهاكات الحزب من أجل ضمان استمرار الهدوء». وتابعت الصحيفة أن زيارة غوتيريس تهدف إلى إظهار رغبة الأممالمتحدة في أن يكون لها دور في مساعي استئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين على ضوء المحاولات الأميركية في هذا المضمار. ومن المتوقع أن يلتقي غوتيريس الموفد الأميركي الخاص جيسون غرينبلات الموجود في إسرائيل منذ الأسبوع الماضي ليسمع منه عن آخر التطورات في محاولات استئناف العملية السياسية. وأضافت أن غوتيريس معني أيضاً بالحديث حول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وسبل تخفيفها.