بعد أيام من طلب وزارة الخارجية السعودية تفقد مقارها الديبلوماسية في طهران ومشهد، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة نشرتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية اليوم (الأربعاء)، أن وفوداً من إيران والسعودية ستتبادل الزيارات الديبلوماسية قريباً. وأضاف ظريف وفقاً لما نقلته «رويترز»، أن الزيارات قد تحدث بعد انتهاء موسم الحج في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل. وستكون هذه أول علامة على تحسن العلاقات بين البلدين منذ قطعا العلاقات الديبلوماسية العام الماضي. ونقلت الوكالة عن ظريف «صدرت التأشيرات بالفعل للجانبين... وننتظر إتمام الخطوات النهائية حتى يتمكن ديبلوماسيو البلدين من تفقد سفاراتهم وقنصلياتهم». وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أكد مطلع أب (أغسطس) الجاري، عدم صحة المزاعم التي أطلقها الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية حول استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة المملكة لدى طهران وقنصليتها العامة في مشهد. واتهم المصدر السلطات الإيرانية بأنها تعمدت منذ البداية «التسويف والمماطلة»، وقال: «تم إبلاغ الجانب الإيراني بجاهزية الفريق السعودي للوجود في الأراضي الإيرانية في الفترة من 25 إلى 29 كانون الأول (ديسمبر) 2016، ليشارك عند معاينة السلطات الإيرانية لممثليات المملكة في إيران واطلاعه على نتائج التحقيقات. وأفاد المصدر بأنه «بعد مضي التاريخ المحدد بأربعة أشهر طلب الجانب الإيراني تحديد تاريخ جديد لزيارة الفريق السعودي، وتم إبلاغهم بمناسبة يوم 3 تموز (يوليو) 2017، وأكد الجانب الإيراني موافقته على ذلك، إلا أن السلطات الإيرانية لم تُشعر المملكة بالموافقة على تصريح هبوط الطائرة الخاصة بالفريق السعودي إلا في تاريخ 1 أب (أغسطس) 2017، بموجب مذكرة رسمية، وذلك بعد صدور بيان وزارة الخارجية السعودية. يُذكر أن المملكة أكدت أخيراً، أنها لم تطلب أية وساطة بأي شكل كان مع جمهورية إيران. وأوضح مصدر أن ما تم تداوله من أخبار في هذا الشأن عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً. وأكد تمسك المملكة بموقفها «الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ويقوم بالتدخل بشؤون الدول الأخرى». وقال: «إن المملكة ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الديبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية وأنه نظام يستمرئ الكذب وتحريف الحقائق». وأضاف أن المملكة «تؤكد خطورة النظام الإيراني وتوجهاته العدائية تجاه السلم والاستقرار الدولي. وتهيب بدول العالم أجمع بالعمل على ردع النظام الإيراني عن تصرفاته العدوانية وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة والأنظمة والأعراف الديبلوماسية».