يبدو أن نتائج الابتعاث الخارجي للسعوديين بدأ يظهر تأثيرها في طلاب مراحل التعليم العام والجامعي داخل المملكة خلال اختباراتهم الحالية، إذ انشغل كثير من المبتعثين الذين يقضون فترة إجازتهم الآن في المملكة بتدريس مادة اللغة الإنكليزية لأقاربهم، ولم يقتصر الأمر على هؤلاء المبتعثين فقط، فحتى الموجودين خارج السعودية لديهم اتصال قوي بطلاب من معارفهم لتعليمهم الإنكليزية عن طريق برامج مثل «الماسنجر» أو «السكاي بي». وكان عدد من المدرسين الخصوصيين لمادة اللغة الإنكليزية تأثر بدور المبتعثين الذين يدرّسون أقرباءهم، إذ ذكر عمار الصالح أن هناك قلة في الطلب من السعوديين لتدريس أبنائهم وبناتهم خلال السنوات الأخيرة، وأن السبب أصبح واضحاً، وهو أن جميع أفراد المجتمع السعودي بمن فيهم الشباب والصغار باتوا مهتمين كثيراً باللغة الإنكليزية، مشيراً إلى أن الابتعاث الخارجي له دور كبير في تطوّر وتحسّن اللغة الإنكليزية لدى جميع أفراد المجتمع، وقال: «اتصلت مرة بأحد أولياء الأمور قبل الاختبارات لأعرف إن كان يرغب أن أبدأ مع أبنائه في تدريس مادة اللغة الإنكليزية، إلا أنه أجاب بأن أخاهم المبتعث في أستراليا موجود حالياً، وهو من سيدرّسهم». وقالت الطالبة المبتعثة وجدان الموجودة حالياً في السعودية، التي تستعد خلال الأشهر المقبلة للسفر إلى أميركا لبدء برنامج الماجستير: «استمتعت كثيراً بتدريس الإنكليزي لبنات أخواتي، إذ لاحظت أن هناك طلباً عليّ من أقاربي للمساعدة في تدريسهم اللغة الإنكليزية، فبدأت ببنت أختي التي كانت والدتها تريد مني مساعدتها في شرح بعض القواعد وترجمة بعض الأسئلة»، مضيفة أنها تلقت اتصالاً من أم جارتهم التي تدرس في الصف الأول بالمرحلة المتوسطة لتطلب منها تدريسها. وقال أحد المبتعثين في كندا: «أرسل لي ابن أختي ملخصاً للغة الإنكليزية، وجلست معه عن طريق برنامج الماسنجر لمدة ثلاث ساعات لتدريسه ومساعدته»، بينما ذكر مؤيد الجمعة المبتعث في أستراليا أنه حتى الصغار لديهم رغبة قوية في تعلّم اللغة الإنكليزية، إذ إن الكثير من الشباب والأطفال يفضلون البرامج والقنوات التي تعرض المسلسلات والأفلام الأجنبية، لافتاً إلى أن أخاه (10 سنوات) متأثر جداً بابتعاثه ودراسة اللغة، وأنه يحرص كثيراً على أن يطلب منه بعض الجمل والمصطلحات الإنكليزية، وأنه دائماً ما يقول لوالده إنه يريد أن يبتعث إلى أستراليا مثله.