أظهر الإعلام العالمي والعربي خفايا سياسة لقطر، التي بدأت بقرار إنشاء قناة الجزيرة، وانتهت بمنهج اللعب على حبال كثيرة متناقضة، وهو ما كشفت عنه تقارير صحافية عالمية وعربية عدة، ولم يتوقف كشف المستور عن دعمها للتنظيمات والجماعات الإرهابية، ونشر عدد من الصحف الأميركية والأوروبية مقالات عدة وتقارير تبين تعمد قطر إثارة الفتن وإشعال الأزمات في المنطقة، مثل حليفتها القديمة الجديدة إيران، وهو ما يهدد التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وما خرجت به قمة الرياض العربية الإسلامية الأميركية، وتعد أفعاله خنجراً يهدد خاصرة، ليس منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل ودول العالم جميعاً. كشفت صحيفة «يو إس تو داي» الأميركية عن كيفية دعم قطر التنظيمات الإرهابية، وذكرت في مقالة لها: «إنه منذ أسابيع فقط بعد الجولة الافتتاحية لترامب بمنطقة الشرق الأوسط، التي تضمنت من خلالها ضغوطاً كبيرة على دول الخليج العربي لبناء هيكل أمني لمكافحة «الإرهاب» ومواجهة إيران، قطعت خمس دول عربية، وهي المملكة العربية السعودية، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، والبحرين، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، على خلفية دعمها التطرف والإرهاب في أشكال مختلفة. مؤكدة أن مثل هذا الدعم ليس جديداً على قطر بالطبع، وأدت قطر منذ فترة طويلة دوراً مزدوجاً في «الحرب العالمية على الإرهاب». بينما عملت المملكة سنوات بمثابة محور للنقل والإمداد الرئيس للقوات الأميركية وقوات التحالف العسكري، التي كان أولها في المعركة ضد تنظيم القاعدة بأفغانستان بعد ال11 من أيلول (سبتمبر)، ثم في الحرب التي تلتها ضد صدام حسين، وحالياً في الحملة ضد الإرهاب في العراق وسورية، في الوقت نفسه ظهر دعم قطر لعدد من القوائم الإرهابية والمحرضة، مثل «جماعة الإخوان المسلمين» وجماعة «حماس» الفلسطينية، فضلاً عن «طالبان» في أفغانستان و«جبهة النصرة» المنتسبة إلى شبكة القاعدة، والتي من المعروف أنها تتلقى الدعم من قطر، وعلى النقيض من الأعضاء الآخرين في «مجلس التعاون الخليجي»، زرعت ونمّت الدوحة علاقاتها التجارية والسياسية مع إيران. وقد اتخذ قرار المقاطعة على قطر بعد تكرار كثير من الأعمال المرفوضة، وشمل تعليق السفر إلى السعودية، فضلاً عن دعوة الشركات العربية لقطع الاتصالات وإنهاء العقود هناك، في محاولة منسقة لتصعيد تكاليف السلوك المرفوض للدوحة، وفيما يبدو أن الدوحة الآن في موقف دفاعي، وربما بدأت في تغيير موقفها المتعجرف بعد أن آوت عدداً من كبار المسؤولين من المجموعات الإرهابية في أراضيها، إذ كانت تعمل معهم منذ فترة طويلة، كما يتبارى المسؤولون القطريون حالياً لإصلاح الشرخ الذي حدث مع جيرانهم. ويمكن فعلاً للضغوط الحالية في قطر إنهاء هذه التحالفات مع الجماعات الإرهابية. بدورها، تساءلت صحيفة واشنطن بوست، متعجبة بالقول: «ماذا يحدث مع قطر!!»، وأشارت في وقت سابق ذا ويكلي استاندرد الأسبوعية إلى أن قطر دائماً تتراجع عن التزاماتها مع الجميع، واصفة الدوحة «بالمهملة» في القضاء على مصادر تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة، ومثلها صحيفة نيويورك بوست، التي أبرزت تصريحات قطر الرسمية على لسان الأمير تميم في حفلة تخرج عسكري في ال23 من أيار (مايو) الماضي، والداعية لشق الصف الخليجي والعربي والإسلامي وتحالفهم مع الولاياتالمتحدة في حربهم على الإرهاب، واتفاق قمة الرياض على أن إيران هي الراعي الأول للإرهاب في المنطقة والعالم، وقالت الصحيفة: «يتبين على هذا الأساس أن قطر تعتبر الحلقة الأضعف في التحالف، وتعتبر بلا شك مهدداً جديداً للاستقرار الإقليمي، مثلها مثل إيران الداعم الأول للإرهاب»، لتطرح الصحيفة سؤالاً مهماً، وهو: «هل ستختار قطرإيران على حساب دول مجلس التعاون الخليجي»؟