توقعت شركة «ديلويت»، أن يصبح الشرق الأوسط «لاعباً أساسياً في قطاع المعادن والتعدين إنتاجاً وفرصَاً استثمارية»، واعتبرت في تقرير بعنوان «تعبيد طريق جديد: فرص لشركات أميركا اللاتينية في قطاع المعادن والتعدين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ»، أن الاقتصادات الناشئة في الشرق الأوسط «تستفيد من الدخل الذي يؤمنه قطاع النفط للاستثمار في قطاع الصلب، ليس كوسيلة لتلبية الطلب على البنية التحتية الداخلية والإنشاء فحسب، بل كسبيل لتنويع الاقتصادات المحلية وتخفيف اعتمادها على النفط». ولفتت إلى «استثمارات ضخمة تُوظّف لزيادة إنتاج الصلب، في وقت تستمر أسعار النفط المرتفعة بدعم النمو الاقتصادي واستثمار رأس المال، بهدف تلبية الطلب المحلي عليه، تحديداً لصنع منتجات غير نهائية مثل الصلب المقوى». ولم تستبعد أن يبرز الشرق الأوسط «مصدراً للصلب على المدى الطويل، في حين تستمر القدرة الإنتاجية بالارتفاع وتسجل دول مجلس التعاون الخليجي فائضاً في الإمدادات. كما توظف دول في الشرق الأوسط استثمارات في مشاريع تموّلها الدولة، يتوقع بدء العمل فيها خلال العامين المقبلين». ولاحظت «ديلويت» أن الشركات «تبحث بجد عن مصادر جديدة من المواد الأولية، مع ارتفاع سعر خام الحديد والفحم الحجري في شكل لافت». ورأت أن صفقات الدمج والاستحواذ «تدلّ على إشارات تعافٍ مع بعض الصفقات الآسيوية المبرمة في الشرق الأوسط من بين مناطق أخرى». ورجّح الشريك المتخصص في قطاع الطاقة في «ديلويت الشرق الأوسط» معتصم دجاني، أن تكون الاقتصادات الناشئة، منها اقتصادات الشرق الأوسط، «الأكثر نشاطاً في عقد الصفقات الجديدة واعتبار حركة الدمج والتملك فرصةً للنمو». وأعلن ان الوجهة المستقبلية للمنطقة على المدى الطويل «تبقى إيجابيةً فيما يؤمّن تطوير البنية التحتية، اضافة إلى إمكان النمو، الفرص الجاذبة لشركات التعدين والمعادن الموجهة إلى السوق العالمية، سواء كانت من المزودين أو من الشركاء في التوزيع». وتطرّق تقرير «ديلويت» إلى الوجهة المستقبلية للهند والصين، لافتاً إلى أن شركات الصلب في الهند «تستفيد من الاكتفاء الذاتي من المواد الخام ومن أسعار المواد الأولية المرتفعة. ويبقى التحدي في مواجهة القوانين الحكومية المتشددة التي تحول دون المشاركة الدولية». وبالنسبة إلى الصين، اعتبر أن التحدي الأكبر للحاق بركب الطلب «يكمن في الولوج إلى المواد الأولية الفائقة الجودة والسهلة الاستخراج. لذا تنشط الشركات الصينية في البحث عن المواد الخام في أفريقيا، وهي تعقد شراكات مع مؤسسات في الدول الأخرى للتأكد من ثبات مستوى الإمدادات».