مقديشو - أ ف ب، رويترز - طالب الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد المجتمع الدّولي بمساعدة بلاده في التصدي ل «غزو مقاتلين أجانب هدفهم الرئيس تحويل هذا البلد إلى أفغانستان أو إلى عراق». وأكد أن مئات «الجهاديين» الأجانب شاركوا في المعارك العنيفة التي أوقعت أكثر من 200 قتيل، معظمهم من المدنيين، في مقديشو. وقال شريف في مؤتمر صحافي عقده في قصر الرئاسة في العاصمة أمس إن «الصومال يتعرض إلى غزو مقاتلين أجانب... ونحن ندعو المجتمع الدولي والشعب الصومالي إلى مساعدتنا في محاربتهم». وشدّد على أنه لن يسمح بأن تصبح بلاده ملاذاً لجماعات بإيديولوجيات أجنبية مثل العراق وأفغانستان. وتخشى دول مجاورة وأجهزة أمن غربية من أن يصبح الصومال الذي يعاني من حرب أهلية منذ 18 عاماً قاعدة لمتشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة وأن يتزعزع استقرار المنطقة، إذا لم تتمكن الحكومة من هزيمة المتمردين. وأسفر تصاعد وتيرة العنف هذا الشهر عن مقتل نحو 200 شخص في مقديشو ودفع نحو 60 ألفاً من السكان إلى النزوح. وفي السابع من الشهر الجاري، شن المتمردون هجوماً واسعاً على مقديشو لإطاحة الرئيس الإسلامي المعتدل الذي انتخب في كانون الثاني (يناير) الماضي. وتقود «حركة الشباب المجاهدين» التي تقول الولاياتالمتحدة إن لها صلات وثيقة بتنظيم «القاعدة»، الهجوم مع حليفها «الحزب الإسلامي» بزعامة الشيخ حسن ضاهر عويس. وتؤكد الأممالمتحدة أن مئات المقاتلين الأجانب انضموا إلى المتمردين، كما قال زعيم بارز للإسلاميين إن بعض العرب جاءوا إلى الصومال ل «الجهاد». وذكرت مصادر أمنية أن المتشددين الإسلاميين باتوا يزرعون قنابل أكثر تطوراً على الطرق في الشهور الماضية، كما زاد معدل الهجمات الانتحارية. وأقر الاسلاميون للمرة الاولى في 12 من الشهر الجاري بأن مقاتلين أجانب كانوا يحاربون في صفوفهم. وأعلن الوزير الصومالي المكلف الشؤون الإنسانية محمود إبراهيم أمس أنه منذ اندلاع المعارك الأخيرة «قتل 208 أشخاص وأصيب أكثر من 700 بجروح»، مشيراً إلى أن «80 في المئة من القتلى والجرحى من المدنيين الذين سقطوا في تبادل النار». وشنت القوات الحكومية الجمعة هجوماً مضاداً على مواقع المتمردين في مقديشو، سمح لها باستعادة السيطرة على مناطق عدة. لكنها اضطرت بعد بضع ساعات إلى الانسحاب من مواقعها. وقال قائد القوة الأفريقية لحفظ السلام في الصومال الجنرال فرانسيس اوكيلو إن مقاتلي «الشباب يتفوقون على القوات الحكومية بأربع ميزات، هي: سهولة التحرك وممارسة الترهيب والقدرة على الحصول على أموال كبيرة من الخارج ومعرفة كيفية استخدام الإعلام لمصلحتهم». وأضاف: «حتى هنا في مقديشو لا يمكنهم شن هجمات في اليوم نفسه على ثلاث جبهات في آن... المتمردون يعطون انطباعاً بأنهم في كل مكان، لكنهم في الواقع يسيطرون على أراض محدودة». من جهة أخرى، أعلن الأسطول الأميركي الخامس أمس أن السفينة العسكرية الأميركية «يو اس اس لايك شامبلين» أغاثت السبت الماضي 52 مهاجراً صومالياً في خليج عدن بعد سبعة أيام من جنوح قاربهم في البحر. وذكر في بيان أن القارب رصدته طوافة خلال دورية جوية روتينية في إطار مكافحة القرصنة، ثم قامت السفينة بإغاثته وأسعفت 17 شخصاً، وزودت الباقين بالماء والغذاء قبل أن ينقلوا إليها.