سيتابع ملايين المشاهدين حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» غداً (الأحد)، لكن قلة منهم تعلم من يقف وراء هذه الجوائز المرموقة للأفلام. ولا يعرف مشاهدون كثر أن «جمعية الصحافة الأجنبية» في هوليوود (إتش إف بي أي) بأعضائها ال90 هي القائمة على جوائز «غولدن غلوب» المزمع توزيعها الأحد في بيفرلي هيلز في دورتها ال74. وصحيح أن بعض هؤلاء الأعضاء يتعاونون مع وسائل إعلامية مرموقة، إلا أن آخرين يعملون على منشورات أقل انتشاراً. وتشمل الجمعية في صفوفها روسياً كان رياضياً لكمال الأجسام قبل أن يخوض مجال التمثيل، وامرأة من جنوب أفريقيا توجت ملكة لجمال الكون، فضلاً عن مهندس مصري سابق. وأسست «جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود» في العام 1943 على أيدي مجموعة صغيرة من الصحافيين الأجانب كانوا يسعون إلى نفاذ أكبر إلى هوليوود. وسرعان ما ازدهرت أنشطتها لتصبح مؤسسة كبيرة تنظم إحدى أرقى الحفلات في هوليوود. ويبث حفل «غولدن غلوب» على قناة «إن بي سي» في أنحاء العالم أجمع، وتكرم جوائزه أفضل الأعمال التلفزيونية والسينمائية. وهو يساهم في تسليط الأضواء على بعض الأفلام التي من الممكن أن تكون أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية التي تمنح جوائز «أوسكار» العريقة، غفلت عنها. وقالت الملحقة الإعلامية المختصّة بالأفلام والأعمال الوثائقية بلغات أجنبية فريديل بوغودين أن «الأكاديمية تقليدية نسبيباً في خياراتها»، في حين أن جمعية «إتش إف بي أي» التي تضم أعضاء من أرجاء المعمورة كافة، تقوم بخيارات «أكثر إثارة للاهتمام». لكن نقاداً كثيرين يرون في جوائز «غولدن غلوب» مجرد أداة للترويج لأعمال الاستوديوات الهوليوودية التي تغدق بخيراتها طوال العام على أعضاء الجمعية واضعة نصب أعينها الجوائز الشهيرة. وذكر الأستاذ المحاضر في علم السينما في جامعة «يو سي إل أي» هوارد سوبر أنه لطالما اعتبرت جوائز «غولد غلوب» بمثابة «مزحة في هوليوود، لكنها أخذت على محمل الجد عندما بات الحفل حدثاً تلفزيونياً يستقطب نسبة عالية من المشاهدين». وأوضح أن «جميع الوكلاء والمنتجين والملحقين الصحافيين ومديري الاستوديوات رأوا فيها وسيلة جيدة للترويج لمنتجاتهم». والجمعية بمثابة حصن منيع، فكل صحافي راغب في الانضمام إليها عليه أن يحصل على دعم اثنين من أعضائها على الأقل. ويكفي أن يستخدم واحد من أفرادها حقه في النقض كي يرفض طلبه. وبعد قبول عضويته، يجدر به تقديم ست مقالات في السنة للحفاظ على مكانته التي تخوله حضور مؤتمرات صحافية عدة وفاعليات حصرية. ونددت وسائل إعلامية عريقة عدة في العالم، من قبيل «لو موند» و «ذي تايمز أوف لندن» و «نيوزيلند هيرالد»، برفض ترشيح صحافييها. وذكر اسم الجمعية في فضائح عدة، ففي العام 2011، تقدم ملحقها الصحافي السابق، مايكل راسل، بشكوى أكد فيها أنه أقيل من منصبه لأنه شكك في بعض الممارسات المشبوهة في الجمعية. وجاء في الشكوى التي سحبت لاحقاً بموجب اتفاق ودي بقي سرياً، أن راسل يعتبر أن أعضاء الجمعية «يستغلون مناصبهم لإبرام اتفاقات وترتيبات مشبوهة وبالتالي غير شرعية هي أشبه بالرشى». وتنحى رئيس الجمعية للعام 2014 فيليب بيرك الذي ترأس الجمعية لعقود عدة، عن منصبه، بعد نشر مذكراته التي أثارت استياء أعضاء كثيرين. ووجه الفكاهي ريكي جيرفيز الذي أحيا حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» انتقادات لاذعة مبطنة بمزاح للجمعية. ومن أكبر الفضائح التي طاولت جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود هو منحها، العام 1982، جائزة لبيا زادورا عن أدائها الرديء في فيلم «باترفلاي» أمام أعين نخبة السينمائيين الهوليووديين المذهولين. وكان زوج زادورا في تلك الفترة، رجل الأعمال الثري ميشولام ريكليس، دعا قبل أسابيع جميع أعضاء الجمعية لحضور عرض الفيلم في لوس أنجليس في رحلة تحمّل جميع تكاليفها، وأكد الأعضاء أن هذه الرحلة لم تؤثر في خياراتهم. لكن خلال السنوات الأخيرة، نجحت الجمعية في تحسين صورتها بفضل أعمال خيرية وانفتاح أكبر على الشباب. غير أن جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود لا تزال بعيدة كل البعد من أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية. وقارن غيرفيز الأولى «بكيم كارداشيان نسبة إلى كيت ميدلتون» للثانية.