من يتمكن من حل اللغز العصيب؟ من باستطاعته تحليل ما حدث؟ (لست أفهم)، بعد قراءتي لجريمة اعتداء ومحاولة قتل ما سميت في الصحف (مطلقة العويقيلة)، والتي أرجأت الكتابة عنها إلى حين ظهور نتائج التحقيقات، ومعرفة السبب الحقيقي لما حدث لهذه السيدة المسكينة، لماذا قام شقيقها بطعنها 14 طعنة كان من الممكن أن تؤدي إلى وفاتها أو تحدث لها مضاعفات قد تغير من شكل حياتها 180 درجة. وعلى رغم إيماني العميق بأنها جريمة بكل المقاييس مهما كانت الأسباب، فالتعدي بالضرب عنف، والتهديد بالقتل عنف، واستخدام أدوات حادة للطعن عنف، والسكوت على ما سبق وعدم التبليغ عنه عنف، وعدم إخضاعها للعلاج عنف، وعدم السير معها لتتمكن من حق رؤية أطفالها عنف، والسكوت عن ذلك كله عنف. ثم فوجئت بخبرين زاداني حيرةً وألماً وشعوراً بالعجز والأسى مع شيء آخر سأذكره لاحقاً بكل أسف، وهو عن الحيرة التي أصابت المسؤولين عن القضية بعد رفض الضحية دخول دار الحماية، ورفض والدها تسلمها. أما الخبر الأول الخاص بدار الحماية فلم يستوقفني، فكثيرات يرفضن دخوله لأسباب عديدة شرحتها مراراً. وأما الخبر الآخر وهو رفض والدها تسلمها ورفضه استقبالها للعيش معه في منزلها فهو ما أثار استغرابي. هل كانت هناك نية من جانب المسؤولين لتسليم الضحية لوالدها؟ ألم تطعن وتضرب في بيته وتحت حمايته ورعايته وربما مباركته كما كتبت الصحف؟ أليس من دور الوالد الأب (الذود عن بناته ورعايتهن والمحافظة على حياتهن)؟ أليس دوره أن يسير مع المظلومة منهن لتحصل على حقها الذي (غيبه المجتمع)، خصوصاً رؤية أولادها الذين حرمت من رؤيتهم لسنوات طويلة لأنها طلقت من والدهم، وهو ما سبب لها حالاً نفسية صعبة، ولم تخضع للعلاج لأن المجتمع لا يرى بأساً في أن تُحرم أمٌ من أطفالها، بل يطلب منها أن (تضغط على زر أحمر بيدها الشمال لتمحى الذاكرة التي أنجبت، والبطن التي حملت والثدي الذي أرضع، والقلب الذي أحب)؟! هل يكفي أن يتم تسليمها لوالدها مع «أخذ التعهدات اللازمة» عليه بأن يحافظ على حياتها، في حين أنه في إمكانه التنازل عن من قام بطعنها بصفته (ولي أمرها). صفقنا كثيراً عند معرفتنا ببرامج الحماية، غردنا فرحاً عندما افتتحت دور الحماية، استبشرنا بطرق حديثة وإنسانية عندما كنا نحضر مؤتمرات العنف وطرق الحماية منه، والحقيقة التي سأختم بها مقالي أنني ما عدت أثق بكل هذه البرامج بعدما أثبتت الحوادث المتفرقة والمتشابهة والكثيرة والجملة الشهيرة التي ملأت أسماعنا «أخذ التعهدات اللازمة»، (فشلها الذريع) ولكم الله أيها الضحايا! [email protected]