نصح طبيب مختص مصابي «نزلات البرد» بتناول «المشروبات الباردة» و«الآيسكريم» لتخفيف ألم الحلق، محذراً من استخدام المضادات الحيوية لمواجهة «الأنفلونزا الموسمية»، كونها عدوى فايروسية وليست بكتيرية. جاء ذلك في الوقت الذي تنتشر فيه، مع بداية فصل الخريف واقتراب برودة فصل الشتاء، «الأمراض الموسمية» التي تأتي بالتزامن مع «التقلبات الجوية»، نتيجة تغير المنظومة المناخية في المناطق، ووجه طبيب الأسرة المختص نصائح طبيبة عدة للحفاظ على الصحة العامة خلال هذه الفترات الجوية. وأوضح طبيب الأسرة الدكتور عبدالرحمن الجوهرجي ل«الحياة»، أنه مع اقتراب بداية فصل الشتاء تكثر حالات الإصابة بالزكام وألم الحلق والسخونة، والمسبب في الغالب هو «العدوى الفايروسية»، والأنفلونزا ونزلات البرد الشائعة، وتسببها عادة فايروسات مثل: الراينو والأدينو وغيرها. وأضاف: «الأنفلونزا غالباً تكون عدوى شديدة، يصاحبها ارتفاع عالٍ في درجة الحرارة وخمول شديد في الجسم وألم حلق وزكام، ونزلات البرد الشائعة هي عدوى محدودة تسبب مجموعة أعراض، تشمل الزكام والكحة وألم الحلق وتعب الجسم العام والخمول والصداع، وكذلك قد تصاحبها حرارة بسيطة، وبعد بضعة أيام يتعافى المريض منها تلقائياً في غالبية الحالات من دون أي علاج. وشدد على أنه في حال الإصابة بالأنفلونزا ونزلات البرد لا ينصح باستخدم المضاد الحيوي فيهما للعلاج، كونها عدوى فايروسية، إذ إن المضاد الحيوي مخصص للعدوى البكتيرية فقط، واستخدامه في هذه الحال يضر بالمريض والمجتمع، إذ تصبح البكتيريا في المنطقة مقاومة للمضاد الحيوي المستخدم. وقال الجوهرجي إنه يمكن استخدام المسكنات لعلاج نزلات البرد أو الأنفلونزا الموسمية، وللتسهيل على العامة يمكن القول إن المسكنات المستخدمة هنا يمكن أن تقسم إلى قسمين، الأول مفعولها جيد ومناسب وأعراضها الجانبية بسيطة، مثل الباراستامول (بنادول)، وأخرى مفعولها قوي وأعراضها الجانبية قوية، مثل البروفين والفولتارين. وتابع: «عند الحاجة يمكن استخدام بعض المسكنات، مثل الباراسيتامول (بنادول)، لتخفيف الحمى وألم الحلق، مع التقيد بالجرعة الموضحة، وهي تختلف بين البالغين والأطفال». وحول الحقن، قال الجوهري: «غالباً ما تحوي مسكنات قوية مثل فولتارين»، محذراً مرضى الربو والقلب وقرحة المعدة من استخدامها، كونها تسبب لهم أعراضاً جانبية خطرة. وأضاف: «للأشخاص السليمين يمكن استخدام الفولتارين والبروفين عند الحاجة في شكل حبوب، إذ لا يوجد إلا فرق بسيط، وسرعة وصول الدواء إلى الدم، ولا يستدعي الأمر حقنة، لكن الفكرة عالقة في الأذهان منذ سنوات أن الحقنة أفضل وأقوى من الحبوب، بينما هما متقاربان بالمفعول». ولمواجهة الأمراض الموسمية، وجه الجوهرجي الأسر بتجنب مخالطة الأشخاص المصابين بشكل مباشر، والحرص على غسل الأيدي بالماء والصابون (لا داعي لاستخدام صابون معقم) وبشكل مستمر، وعدم ملامسة العين أو الأنف أو الفم قبل غسل اليد، والتطعيم ضد فايروس الأنفلونزا الموسمية (يمكن التطعيم من عمر 6 أشهر وأكثر)، خصوصاً لمن يعاني من بعض الأمراض المزمنة وصغار السن ولكبار السن فوق 60 عاماً، لافتاً إلى أن التطعيم يعد وسيلة فعالة للوقاية من فايروس الأنفلونزا وبشأن المنتجات الدعائية التي تزعم فعاليتها لزيادة المناعة، قال الجوهرجي: «لا يوجد إثبات علمي لغذاء معين أو مكمل غذائي من فيتامين أو غيره يرفع المناعة ويقاوم الفايروسات بفاعلية كما يعتقد البعض، وكما تروج الصيدليات، لكن تناول غذاء صحي متوازن وممارسة الرياضة والنوم الكافي من العوامل الي ثبتت فعاليتها في تعزيز الجهاز المناعي». وأوضح الجوهرجي أنه يمكن لمصابي نزلات البرد علاجها بالراحة أولاً، وتناول السوائل الكافية «ماء، عصير وغيره»، والذي يعد مهماً لتفادي حصول الجفاف ولتخفيف لزوجة الإفرازات في الحلق، وبالتالي سهولة التخلص منها، وهي طريقة أفضل من تناول أدوية الكحة التي لم تثبت فوائدها علمياً». كما يمكن لعلاج ألم الحلق أخذ ملعقة عسل «ما عدا للأطفال أقل من عمر سنة» أو الغرغرة بالماء والملح، ويمكن للمصابين تناول مشروبات باردة أو «آيسكريم» لتخفيف ألم الحلق على عكس المعتقد الشائع أنها هي من يسبب التهاب الحلق، إضافة إلى تناول الزنجبيل الغني بمواد مضادة للالتهابات، إذ يساعد في تخفيف الالتهاب. وحذر الدكتور الجوهرجي من استخدام أدوية البرد للأطفال أقل من ست سنوات، من قطرات تحوي أدوية مزيلة للاحتقان أو شراب للكحة (عدا خافضات الحرارة عند الحاجة)، ذلك لعدم وجود إثبات لفاعليتها، إضافة إلى احتمال وجود أعراض جانبية، وقال: «استشر طبيبك وتوخَ الحذر عند استخدامها للأطفال من 6-12 عاماً»، لافتاً إلى أنه في حال وجود سخونة لدى طفل حديث الولادة، يجب أخذه مباشرة إلى طوارئ الأطفال، وعدم الاكتفاء بالمسكنات من دون وجود تشخيص محدد.