غداة إعلان الرئيس السوداني عمر البشير بإطلاق الحريات العامة ورفع القيود المفروضة على العمل الحزبي والإفراج عن المعتقلين السياسيين تمهيداً لبدء حوار وطني مع المعارضة، اتهمت قوى سودانية معارضة السلطات بمنعها من عقد ندوة سياسية ومصادرة صحيفة معارضة، الأمر الذي اعتُبر دليلاً على عدم جدية السلطة في فتح حوار حقيقي. وقالت حركة «الإصلاح الآن» المعارضة بزعامة مستشار الرئيس السابق المنشق عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم غازي صلاح الدين في بيان، إن قوات الأمن اعتقلت مسؤول شؤون الطلاب في الحزب عماد الدين هاشم بعد ضربه بوحشية، واقتادته إلى جهة مجهولة. وذكرت الحركة المعارضة أن عناصر من «جهاز الأمن اعترضوا القياديَّين حسن عثمان رزق وفضل الله أحمد عبد الله ومرافقيهم ومنعوهم من دخول الجامعة الأهلية». وأضافت: «لعل آخر ما كان يتوقعه الإنسان السوداني بعد أن قضى ليلة الأحد مستمعاً لخطاب البشير المليء بعبارات الحرية، أن يتفاجأ بتعطيل ندوة سياسية لحركة الإصلاح الآن ومنعها من قبل جهاز الأمن». وتابعت الحركة المعارضة: «نحذر من أن الأجهزة الأمنية إما أنها تعمل خارج سلطات السيد الرئيس أو أنها تحمل أجندة خاصة ضد الحوار». ودعت «الإصلاح الآن» البشير، «إذا أراد لهذا الحوار أن يبلغ غاياته»، إلى «اتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة بإبعاد الأجهزة الأمنية عن مصادرة حرية المواطنين». كما أعلن الحزب الشيوعي أن سلطات جهاز الأمن والاستخبارات منعت توزيع عدد أمس من صحيفة «الميدان» الناطقة باسمه، وحجزته في المطبعة من دون تقديم أسباب واضحة. واعتبر الناطق باسم الحزب صديق يوسف، مصادرةَ صحيفة حزبه ضربةً لصدقية الحكومة وجديتها في إتاحة الحريات وإجراء حوار وطني مسؤول مع القوى السياسية. وطالب بإلغاء القوانين المقيدة للحريات ووقف النار وإطلاق المحكومين في قضايا سياسية. من جهته، طالب الأمين العام لمتمردي «الحركة الشعبية– الشمال» ياسر عرمان، بتشكيل آلية مستقلة لإدارة الحوار الوطني تضم الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» والأمم المتحدة. وقال إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في سبيل تهيئة المناخ «مجرد تلاعب بالألفاظ ولم تلغِ القوانين الاستثنائية التي تصادر الحريات». على صعيد آخر، أكد قائد قوات الدعم السريع الحكومية اللواء عباس عبد العزيز أن قوة المتمردين انكسرت نهائياً بعد المعارك الأخيرة في دارفور، وتفرقوا إلى مجموعات صغيرة في اتجاه الشمال الغربي والاتجاه الغربي والجنوبي الغربي على طول الحدود السودانية التشادية. وفي سياق متصل، قالت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد)، إن عدد النازحين في منطقة مليط في شمال دارفور ارتفع إلى أكثر من ألفين بالقرب من قاعدة البعثة في المنطقة.