واصلت فرق من الجيش الباكستاني والدفاع المدني والمتطوعين سباقها مع الزمن في محاولة لإنقاذ آلاف من السكان العالقين في قرى حاصرتها مياه الامطار والفيضانات الاسوأ في تاريخ البلاد، والتي ضربت اقليم خيبر بختونخوا القبلي شمال غربي باكستان. وأعلن وزير الاعلام في الاقليم ميان افتخار حسين مقتل اكثر من الف ومئة شخص وتشرد نحو مليون ونصف المليون. وتوقعت الأرصاد الجوية هطول كميات غزيرة من الأمطار الاثنين والثلثاء تفوق تلك التي هطلت حتى الآن، والتي بلغت 312 مللترا خلال 36 ساعة. وأشارت قيادة الجيش الى إنقاذ حوالى عشرين ألفاً من سكان القرى المحاصرة، مشيرة الى مشاركة 30 ألف جندي في عمليات الانقاذ وتنفيذ 20 مروحية عسكرية عمليات لإنزال مؤن لمحاصرين ومحاولة نقلهم على دفعات، فيما نقل سلاح الهندسة التابع للجيش عشرات من القوارب المطاطية من كراتشي إلى مناطق بيشاور ونوشهرة ومناطق القبائل (شمال غرب) حيث اكتسحت مياه الفيضانات مساحات واسعة منها. ورفعت السلطات أرقام الضحايا إلى اكثر من ألف، فيما ما زال أكثر من مئة شخص في عداد المفقودين، بينما اعلنت حكومة إقليم خيبر تدمير أكثر من 300 منزل و8 فنادق في منطقة كالام قرب وادي سوات، ومحاصرة حوالى 2800 من السياح المحليين والأجانب من دون ان تستطيع فرق الإنقاذ من الوصول إليهم. كما دمرت آلاف المساكن في الشطر الباكستاني من اقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند. ودمرت سيول الفيضانات عدداً من الجسور في خيبر و90 شارعاً تربط بين مدن الاقليم وبلداته، وقطع الطريق الدولي الذي يوصل بين بيشاور وإسلام آباد ما تسبب في زحمة مرور، اذ اصطفت الشاحنات والحافلات على جانبي الطريق. ومنعت السلطات الشاحنات الثقيلة من التنقل خشية تأثيرها على باقي الجسور. وأشار مانويل بيلر، من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة، الى تشرد نحو مليون شخص بسبب الفيضانات، مؤكداً أن كل طواقم الأممالمتحدة في المنطقة تعمل مع السلطات لإنقاذ المحاصرين وايجاد مأوى وتوفير خدمات صحية وطعاماً للناجين. وقال: «لم نكون صورة شاملة عن للوضع بسبب انقطاع الاتصالات، وما زلنا نلقى صعوبة في الاتصال بمكاتبنا في اقاليم نوشيرا وسوات وشرسادا». وحذر بيسلر من انتشار الأوبئة والأمراض في المناطق المتضررة، فيما اكدت السلطات ظهور اول اصابات بالكوليرا في بعض مناطق وادي سوات. واتخذت الحكومتان الاقليميتان في خيبر بختونخوا والبنجاب اعفاء السكان من الضرائب، خصوصاً على المحاصيل الزراعية، علماً ان وزارتي الزراعة والتجارة توقعت تأثر محصول القطن، المصدر الأساس للصادرات، في شكل كبير بالأمطار والفيضانات.