نيودلهي، لندن - أ ف ب – أثارت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في الهند، والتي حذّر فيها باكستان من «تصدير الارهاب» جدالاً مع إسلام آباد، اذ اتهم السفير الباكستاني لدى بريطانيا، واجد شمس الحسن، كامرون ب «إلحاق ضرر بآفاق السلام الاقليمي»، خصوصاً ان نيودلهي تتهم جماعة «عسكر طيبة» الاسلامية التي تتخذ من باكستان مقراً لها بأنها مسؤولة عن اعتداءات بومباي عام 2008 التي اسفرت عن سقوط 166 قتيلاً. وابدى شمس الحسن في مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان» خيبته من الحكومة البريطانية، معتبراً ان كامرون اختار تجاهل «الدور الكبير» لباكستان في الحرب على الارهاب، وذلك بالاعتماد على تسريبات استخباراتية تفتقد الصدقية والادلة المتطابقة»، في اشارة الى الوثائق السرية الاميركية التي سربها موقع «ويكيليكس» واتهمت إسلام آباد بالسماح لأجهزة استخباراتها بتسليح وتمويل حركة «طالبان» المتمردة في افغانستان، على رغم ان باكستان حليفة واشنطن في حربها على الارهاب منذ نهاية عام 2001. وشدد على أن تصريحات كامرون «تتناقض بالكامل مع الحقيقة القائمة على أرض الواقع»، مشيراً الى ان زيارته الهند بهدف تشجيع الاستثمارات والمبادلات التجارية «كان يمكن ان تحصل من دون إلحاق الضرر باحتمالات السلام في المنطقة». وسيتلقى كامرون رداً مباشراً من باكستان لدى استضافته رئيسها آصف علي زرداري في بريطانيا الأسبوع المقبل، علماً انه رفض تأكيد مقولة إن تصريحاته أضرّت بالعلاقات مع باكستان». و قال كامرون في بنغالور جنوب الهند اول من امس: «لا نستطيع ان نقبل استقبال باكستان مجموعات متطرفة ودعمها على اراضيها، وبالتالي السماح لها بالنظر في الاتجاهين على صعيد محاربة الإرهاب، تمهيداً لتصديره الى الهند او افغانستان او اي بلد في العالم»، مضيفاً: «يجب ان نكون في غاية الوضوح مع إسلام آباد حول عزمنا على ان تكون باكستان دولة قوية ومستقرة وديموقراطية»، وانه من الخطأ اقامتها علاقات مع مجموعات تشجع الإرهاب». واللافت ان كامرون كان اغضب اسرائيل خلال زيارته تركيا اخيراً حين قال إن «غزة معسكر للأسرى»، كما شجب أيضاً «المعارضة الزائدة» لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، وهو رأي لا تؤيده فرنسا أو المانيا. وفيما تثير التصريحات تساؤلات حول عدم حنكة كامرون أو احتمال اتباعه نهجاً جديداً في الديبلوماسية البريطانية، قال أمس: «أعتقد أن من المهم من وجهة نظري التحدث صراحة في هذه الأمور مع الدول الصديقة، وسأفعل ذلك في المستقبل ايضاً». ورداً على اسئلة طرحها صحافيون في نيودلهي عن نية كاميرون الادلاء بتصريحات محسوبة بدرجة أكبر مستقبلاً، وإذا كان نهجه يتوافق مع الحرص الديبلوماسي المطلوب، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: «رئيس الوزراء ينطق بالحقيقة، وكلنا متفقون وراضون وسعداء بما قاله». واضاف: «رئيس الوزراء ديبلوماسي عظيم، وألمس ذلك شخصياً يومياً لدى تعامله مع الزعماء الأجانب. إنه موهوب في ذلك، لذا لا ضرورة لشعور بالقلق في هذا الشأن».