دأبت السلطات الإسرائيلية على منح الفلسطينيين تسهيلات في الحركة والتنقل في عيدي الفطر والأضحى للمسلمين، وعيد الميلاد للمسيحيين، لكنها فعلت العكس في عيد الفطر الحالي، اذ شددت من القيود المفروضة على الحركة والتنقل. وسحبت السلطات الإسرائيلية، خلال شهر رمضان، تصاريح دخول لإسرائيل من 80 الف فلسطيني. وقبيل العيد، سحبت تصاريح العمل في إسرائيل من 3500 من سكان بلدة بني نعيم قرب الخليل. وألغت السلطات قراراً سابقاً بمنح سكان الضفة تصاريح دخول الى إسرائيل اثناء فترة العيد، وقراراً آخر بمنح 500 تصريح سفر عبر مطار بن غوريون. وقال مواطنون أن السلطات منعتهم اثناء العيد من الدخول لإسرائيل لزيارة أقربائهم رغم أنهم يحملون تصاريح سابقة. وقال الصحافي عبد الحفيظ جعوان، مراسل قناة «العربية» في الضفة الغربية، ان الجنود أوقفوه على حاجز قلنديا العسكرية على المدخل الشمالي لمدينة القدس، في اليوم الأول من ايام العيد، ومزّقوا التصريح الذي يحمله، وكتب على «فايسبوك»: «قالت لي المجندة الإسرائيلية، روخ (اذهب) على البيت»، علماً أن جعوان متزوج من فلسطينية من أراضي ال48، وكان متوجهاً لزيارة عائلتها في مدينة حيفا. وتعد المناطق العربية في إسرائيل المتنفس الاستجمامي الوحيد لسكان الضفة في الأعياد، اذ يزورون شواطئ البحر في حيفا ويافا وعكا وبحيرة طبريا والحدائق العامة، مثل حديقة البهائيين في حيفا، والمحميات الطبيعية وغيرها. وأعلنت السلطات الإسرائيلية انها فرضت القيود على الحركة، على خلفية وقوع سلسلة هجمات فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية خلال شهر رمضان. لكن المؤسسات الحقوقية، بما فيها مؤسسات إسرائيلية، اعتبرت هذه الإجراءات «عقاباً جماعياً»، مشككة بفاعليتها في وقف الهجمات. وتكاد الضفة، التي يبلغ عدد سكانها مليونين ونصف المليون نسمة، تخلو من مناطق الاستجمام، خصوصاً المسطحات المائية والمحميات الطبيعية، اذ صادرت إسرائيل شواطئ البحر الميت من ناحية الضفة، ومنعت الفلسطينيين من الدخول اليها إلا بعد حصولهم على تصاريح دخول لإسرائيل. وتسيطر إسرائيل على 60 في المئة من مساحة الضفة، وهي المناطق الريفية، وتفرض قيوداً صارمة على البناء وإقامة المشاريع فيها. وفرضت هذه القيود والإجراءات على سكان الضفة قضاء عيد الفطر في بيوتهم. وقال مواطن من رام الله: «اذا فتحت باب بيتك، فإنك لن تجد مكاناً تذهب اليه مع عائلتك سوى المطاعم والمقاهي». وأضاف: «لا بحر ولا بحيرة، والجبال مغروسة بالمستوطنات، فأين نذهب؟». وأضاف: «في كل عام، نذهب الى حيفا أو يافا أو عكا أو بحيرة طبريا، أما هذا العام، فبقينا في بيوتنا». ولم يتمكن سكان قطاع غزة من مغادرة القطاع في فترة العيد، اذ لم تصدر السلطات تصاريح مغادرة لأي من سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة. وتغلق مصر معبر رفح امام أهل غزة، سوى للحالات الانسانية التي يجرى تنظيم عبورها خلال ايام محددة كل شهر. ويتمتع قطاع غزة بشواطئ البحر المتوسط الممتدة على طول الشريط الساحلي للقطاع البالغ 50 كيلومتراً. وكان قطاع غزة يتمتع بمشاريع سياحية على البحر قبل سيطرة حركة «حماس» الاسلامية على القطاع عام 2007 وقيامها بفرض رؤيتها على منظومة العلاقات الاجتماعية والثقافية والسياسية في القطاع.