قبل أربعة أيام من آخر «ثلثاء كبير» في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، شنت هيلاري كلينتون التي يتوقع أن تكسب ترشيح الحزب الديموقراطي ببلوغها الرقم الذهبي في عدد المندوبين، أعنف هجوم لها على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، معتبرة أن وصوله إلى الرئاسة «سيكون خطأ تاريخياً ويقوي تنظيم داعش ويؤذي حلفاءنا ويطلق احتفالات في الكرملين» ونصحت باخضاعه لعلاج لدى أطباء النفس. وترافق ذلك مع تنديد رئيس اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال التشيخي بيتر بافل، بوصف ترامب الحلف بأنه تجمع «عفّ عليه الزمن، كونه تشكل في زمن مختلف، حين كان الاتحاد السوفياتي السابق مصدر خطر رئيسي للغرب، وبات غير مناسب لمواجهة الإرهاب اليوم». وشدد بافل على أن هذه التصريحات «أرضت بعض خصومنا، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي خطأ كبير». وتكررت في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا مشاهد الاشتباكات بين أنصار ترامب ومعارضيه خلال لقاء انتخابي تعهد فيه المرشح الجمهوري بوقف تجارة المخدرات القادمة الى الولاياتالمتحدة من الجنوب، وبناء جدار على الحدود يدفع المكسيكيون تكاليفه. واجتاح مئات من المتظاهرين مرأب مركز المؤتمرات في سان خوسيه، وشتموا أنصاره وهاجموهم، وأحرقوا قبعات عليها صورته وعلماً أميركياً واحداً على الأقل. وفي خطاب ألقته في مدينة سان دييغو بكاليفورنيا، وصفت كلينتون المرشح الجمهوري بأنه «غير مؤهل لتولي الرئاسة، التي تتطلب معرفة وثباتاً وحساً كبيراً بالمسؤولية، كما ويفتقد الاستقرار الذهني والنفسي لقيادة أميركا وتسلم الأرقام السرية الخاصة باستخدام السلاح النووي». وهزأت كلينتون من مواقف ترامب وتصريحاته المثيرة للجدل في السياسة الخارجية، وقالت: «أترك للأطباء النفسيين شرح تعلقه بطغاة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ومعاداته أصدقاءنا، مثل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، وعمدة لندن صادق خان والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو والبابا فرانسيس». وشددت المرشحة الديموقراطية على أن أميركا «ليست دولة تختبئ وراء جدران، بل تقود بهدف واضح وتسود. وحين لا تقود تترك فراغاً فتسود فوضى أو يسمح لدول أخرى بالدخول لملء الفراغ الذي لا يمكن أن نعيش معه». وتابعت: «موسكو وبكين يحسداننا على تحالفاتنا في العالم، وهما يتمنيان أن ننتخب رئيساً يجازف بقوتنا. وإذا حصل ترامب على ما يريده سيحتفلون في الكرملين، وهو أمر لا يمكن أن نسمح بحصوله». واعتبرت أن الاتفاق النووي مع إيران «يجعل الولاياتالمتحدة والعالم أكثر أماناً، فيما لا تفاوض على أمن إسرائيل التي من مسؤوليتنا الأخلاقية الدفاع عنها». وعن محاربة «داعش» في سورية والعراق، قالت كلينتون: «يجب أن نخرجهم من مناطق نفوذهم بتكثيف حملة الغارات الجوية، وزيادة دعم القوات العربية والكردية على الأرض»، مؤكدة ضرورة «تعقب المساعي الديبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية وإنهاء الانقسام المذهبي في العراق». ورأت أن خطة ترامب «لمنع بليون ونصف بليون مسلم من دخول الولاياتالمتحدة هو أقوى دعاية سياسية لداعش». وختمت كلينتون بالقول إن انتخابات 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ستكون بين «أميركا الخوف وأميركا الثقة».