سادت حال من الخوف بين بعض مالكي سفن الصيد ومن كانوا يخططون لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على شواطئ المنطقة الشرقية، بعد التحذيرات التي أطلقتها السلطات العمانية، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها استعداداً لاستقبال الإعصار «فيت»، وبخاصة بعد الإشارات المتكررة على لسان المسؤولين في مسقط، من ان هذا الإعصار يفوق «غونو» الذي ضرب السواحل والأراضي العمانية في حزيران (يونيو) من العام 2007، وأحدث دماراً هائلاً هناك، متسبباً في مقتل نحو 15 شخصاً، وخسائر مالية وصلت إلى مئتي مليون دولار. وعلى رغم ان التحذيرات من الإعصار تكاد تكون محصورة في بحر العرب، إلا أن الخوف امتد إلى سواحل الخليج العربي، سواءً في المملكة أو دول الخليج العربي الأخرى. وتلقت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية، مساء أول من أمس، تحذيراً حول الإعصار الجديد، واحتمال ضربه للسواحل العمانية «خلال ساعات». بدوره، قال الناطق الإعلامي في حرس الحدود في الشرقية العقيد محمد الغامدي، في تصريح ل«الحياة»: «إن الأوضاع آمنة، ولا شيء يدعو إلى القلق»، مستدركاً «قد يرتفع منسوب المياه في الخليج العربي، وبخاصة في المناطق المنخفضة نسبياً، مثل شاطئ العزيزية». وأشار إلى ان ارتفاع منسوب المياه «يعد من الظواهر الطبيعية، وبخاصة في حال سرعة الرياح، أو وجود الأعاصير البعيدة، التي قد يستمر تأثيرها بين 36 و 48 ساعة، ومن ثم تبدأ في التراجع». وأضاف الغامدي، «من المتعارف عليه ان الأعاصير تتكون وسط البحر، وإذا وصلت إلى اليابسة، تقل سرعتها، لأنها تستمد قوتها من أبخرة المياه، وبوصولها إلى اليابسة ينقطع عنها الوقود المُحرك لها، فتتكسر». وأردف «أبلغنا مراكزنا القريبة من الحدود العمانية، وهي حدود برية، بأخذ الحيطة والحذر. كما قام خفر السواحل العمانية بتبليغ مواقعه بذلك. ونحن على أهبة الاستعداد لتقديم العون والمساعدة للأشقاء العمانيين، في حال استدعت الحاجة». وذكر ان «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئية، حذرت قيادة حرس الحدود في الشرقية إلى احتمال تأثر السواحل السعودية بالإعصار، وبدورنا نُحذر مرتادي الشواطئ، خصوصاً العزيزية، من ارتفاع منسوب المياه، إذ حصل في وقت سابق أن ارتفع منسوب المياه في المنطقة ذاتها، حتى خرج إلى اليابسة، واقتلع أكشاك البيع فيه»، مستدركاً أنه «لم يتم منع قوارب الصيد أو النزهة من النزول إلى البحر. ولا يخشى عليهم من حدوث شيء، فإبحارهم يكون في المياه الإقليمية السعودية. ولن يكون هناك منع، إلا في حالات الخطر القصوى، حين نُبلغ من جانب الأرصاد الجوية، عن أي تغير في حال الطقس». وقال الناطق الإعلامي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، ل «الحياة»: «إن الإعصار «فيت» بدأ كعاصفة مدارية في بحر العرب، وساعد كونه مسطحاً مائياً واسعاً على اشتداد قوة الإعصار. وبخاصة مع وجود بخار ماء كثيف في البحر». واستبعد القحطاني بلهجة تقترب من الجزم، ان يجتاز الإعصار مضيق هرمز. كما استبعد راصد جوي في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، تحدث ل «الحياة»، تأثر سواحل الشرقية بإعصار «فيت»، الذي يتوقع أن يضرب سواحل سلطنة عمان. وقال: «ما سيصل إلينا فقط الغيوم والرياح المتوسطة»، مضيفاً أنه «من المعروف أن هذه الأعاصير تتكون في المحيطات فقط. وحين تضرب اليابسة تضعف وتنحرف. ولن تصل إلى الخليج العربي، نظراً لحجمه ومساحته، فالإعصار في حاجة إلى مسطح مائي واسع جداً، ليتكون ويتحرك. كما يعمل مضيق هرمز كصمام أمان للمنطقة».