يبعثر الاتحاديون الوقت وهم يبحثون عن رئيس يناسب كل الأذواق، ونسوا أو تناسوا أن كل الفرق رسمت استراتيجية العمل للموسم المقبل وأنهت الأغلبية تعاقداتها، بينما الاتحاديون يبحثون عن الرئيس المرتقب. وضع الاتحاديون ثقلهم للبحث عن رئيس للنادي بعد استقالة خالد المرزوقي، وأتت الأسماء اجتهاداً من محبي الاتحاد حيناً ومن مروّجي الإشاعات حيناً آخر، فهناك من طالب بعودة أحمد مسعود الدقيق جداً في النواحي المالية التي أنهكت كاهل الاتحاد بالديون التراكمية، والتي بدأ يتعافى منها ولا يزال هناك بعض الديون المنهكة لأي مجلس إدارة مقبل، وهناك من يزرع أسماء من بنات أفكاره أو بحسب ميوله واتجاهاته العاطفية. أقصر طريق لنجاح الاتحاد في اختياراته المقبلة هو وضع الثقة في الرجل الناجح فعلاً «محمد الباز»، فقد وضحت جهوده للعيان وساهم في رأب التصدعات التي شطرت الاتحاد إلى جزيئات ذرية كادت تفجر أجواء النادي وتحيله إلى خرابة يصعب ترميمها. محمد الباز أتى من الصفوف الخلفية ليقفز للواجهة في أحلك الظروف ونجح في توليف القلوب ورأب الصدع، وشكل فريق عمل يصعب اختراقه، وهذه قمة المهنية وروعة العمل والتعامل التي أسفرت عن تحقيق بطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين، ومن أمام الهلال أفضل فرق القارة الآسيوية بكل المقاييس. الباز مشروع رئيس قادم للاتحاد، فمن ناحية الداعم الأول فهو يثق به ويمنحه كل الصلاحيات، ومن ناحية علاقته بالفريق الكروي الأول، فقد وضحت العلاقة القوية التي تثمر بطولات لا خلافات، ومن ناحية تعامله، فقد كسب مساحة كبيرة من الاحترام على كل الصعد خصوصاً مع الصحافة التي تقلب المجن بين عشية وضحاها وتشعل فتيل الفتن من دون هوادة، لكن الباز بوضوحه وقوته وثقافته فتح قنوات تواصل محترمة مع كل وسائل الإعلام خصوصاً صحافة الاتحاد التي لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل، وهذا ديدنها منذ سنوات خلت. الاتحاد بحاجة لرئيس بمواصفات مالية كبيرة، وهذه غير متوافرة بعد مغادرة الرئيس الذهبي منصور البلوي أو رئيس على علاقة بالداعمين، وفي مقدمهم عبدالمحسن آل الشيخ، وهذه متوافرة في محمد الباز فقط، إذاً لا خيارات أمام الاتحاديين، لأن عودة أحمد مسعود أو غيره مرتبطة بالموازنة المالية، وما لم تكن هناك موازنة جاهزة تماماً فلن يستطيع المسعود أو غيره العمل، وستكون الإدارة شكلية لا تحل ولا تربط وهذه كارثة في ناد عريق وكبير مثل الاتحاد. على الاتحاديين اختصار المسافة والزمن ومنح محمد الباز فرصة العمر لقيادة الاتحاد، فلن يجدوا أفضل منه في هذه المرحلة بالذات. [email protected]