تخضع 160 نزيلة في إصلاحية الدمام، إلى برامج حديثة لقضاء فترة محكوميتهن في التدريب والتأهيل، كما ينتظرن إطلاق أول لجنة تعنى بشؤونهن وأسرهن تابعة لإدارة السجون في المنطقة الشرقية، وتقوم بمتابعتهن بعد انتهاء فترة المحكومية خوفا من العودة إلى الجريمة. وأكدت مديرة القسم النسائي في إدارة السجون في الخبر خلود الراشد، أن «قضايا النزيلات مختلفة، وأسبابها متنوعة، وأن محكومية كل منهن بحسب حجم القضية»، وأوضحت ل «الحياة» أن إدارة السجون تعمل على «تخفيف الجرائم والأخطاء التي ارتكبنها، من خلال دمجهن ببرامج تدريب، لصقل مواهبهن». وأشارت إلى أنه من المفترض تشغيل رؤوس الأموال في إنشاء المصانع والتدريب وتوظيفهن، حتى لا يتم العودة للجريمة وإطلاق مشاريع استثمارية. مضيفة: «يوجد أشخاص يستغلون رؤوس أموالهم بتهريب المخدرات وغيرها فالمفترض دعم الشباب والفتيات للابتعاد عن الجريمة وتدريبهم على مهن يستفيدون منها». وقالت الراشد التي حضرت لقاء الثلثاء الشهري لمركز سيدات الأعمال في الشرقية، وحاورتها فيه مديرة الفرع النسوي في هيئة حقوق الإنسان شريفة الشملان: «إن إدارة السجون تعتزم هذا العام إطلاق لجنة متخصصة لرعاية أسر السجناء، تقوم بتنفيذ برنامج متكامل لتأهيل السجناء وأسرهم ومتابعتهم بعد انتهاء فترة المحكومية خوفا من العودة إلى الجريمة»، وأوضحت «أن قلة عدد اللجان التي ترعى أسر السجناء، لا يعني قلة متابعتهم، علما أنه يوجد لجنة استرحام، ولجان للبحث عن رؤوس الأموال، ويتم التعاون مع جمعية البر، وجمعيات أخرى تنفذ برامج لأسر السجناء، وحاليا لدينا خطة كاملة للجنة الجديدة التي تتبع لإدارة السجون». وأشارت إلى أنه «يتم حاليا التجهيز لإنشاء مصنع مصغر في الإصلاحية للاستفادة من مواهب النزيلات، ومتابعة شؤونهن من حيث العمل، خصوصا بعد أن حققن نجاحًا في مهرجان الجنادرية فبلغت نسبة الأرباح 33 ألف ريال خلال أربعة أيام». وأوضحت «مشاريع النزيلات تتطلب فكرة ودعم ودعاية مجانية، وتقبُّل من المجتمع لدمج تلك الشريحة دون وقوع أضرار نفسية». وأشارت الراشد في معرض حديثها إلى «الحاجة لإيجاد منشآت مبسطة تخدم أسر السجناء خوفا من رؤوس الأموال السوداء، التي تستغلهم في أمور لا تعود لصالحهم، ووجود مصانع ومشاغل ومشاريع استثمارية تقلل من نسبة الجريمة، ومن العودة لارتكابها». من جانبها، أوضحت المدير التنفيذي في جمعية البر في المنطقة الشرقية بدرية العثمان أن لجنة رعاية السجناء التابعة للجمعية، تقدم العديد من البرامج كما أنها تقدم برنامج الرعاية اللاحقة، «وتمنح قروض وفرص وظيفية، فنتعاون مع الشركات التي توظفهم بدفع الرواتب لهم». مبدية أهمية احتواء تلك الأسر برفع عدد اللجان الأهلية والجمعيات الخيرية التي تعنى بشؤونهم». وقالت: «من المؤسف أنه يرد إلى اللجنة أن بعض الأسر ترفض استلام أبنائها المنتهية محكوميتهم في السجون». وحضر اللقاء عدد من أسر السجناء وناشطات اجتماعيات من المنطقة، وقدمن مداخلات، ذكرن فيها الصعوبات التي تواجههن، حيث ذكرت زوجة سجين أنها واجهت ظروف معيشية قاسية، وقالت: «تم فصل التيار الكهربائي عن منزلي خمسة أشهر، وكنت أستعين بأسلاك خارجية من الجيران؛ لكي تتمكن ابنتي الجامعية من الدراسة، وأطفالي الصغار كانوا يعانون من انقطاع الكهرباء، وتمكنت من العمل بعد أن تدربت، وبدأت جمعية البر بتسليمي 600 ريال شهري».