«ختان المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهريب المعادن الثمينة من أفريقيا إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا. انهيار الاقتصاد السوري. أزمة المياه في العالم. الإرهاب عبر الإنترنت. حقوق المرأة في الخليج العربي. الإرهاب في ليبيا وبلاد الشام. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، وعشرات القضايا غيرها كانت مطروحة للبحث أمام أكثر من 500 طالب وطالبة من 12 مدرسة، وطلاب من جامعتي بيرزيت والقدس، وآخرين من داخل الخط الأخضر، في اجتماع لمناقشة قضايا العالم في ما يُعرف بالمحاكاة الفلسطينية للأمم المتحدة (Pal MUN). والتقى الطلاب والمجتمعون القادمون من مختلف المحافظاتالفلسطينية في الضفة الغربية، في قصر رام الله الثقافي، قبل الانتقال إلى مدارس «الفرندز»، حيث تتواصل فعاليات المؤتمر لثلاثة أيام، وذلك وفق الأنظمة واللوائح المتبعة في الأممالمتحدة تماماً، وكأنه تدريب على تمثيل فلسطين في المنظمة الدولية. وكانت هذه المحاكاة انطلقت في دورتها السنوية الأولى قبل خمس سنوات، بمبادرة من طلاب مدارس «الفرندز»، وبدعم من إدارتها ومعلميها، بحيث يتحدّث كل طالب أو طالبة في الموضوع الذي يناقشه ويقدّم وجهة نظر دولة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ومنها بطبيعة الحال فلسطين. وقال وليد عبدالكريم غزّي، مدرس الاقتصاد وإدارة الأعمال في مدارس «الفرندز»، ومدير مبادرة المحاكاة الفلسطينية للأمم المتحدة: «للعام الخامس على التوالي، تستضيف مدارس «الفرندز» هذا المؤتمر المحاكي للأمم المتحدة، ومن عام إلى آخر تبدو المحاكاة أداة تميز تتيح للمشارك فرصة الاطلاع على الآخر، والنظر إليه من باب يفتح على قراءات شتى، فنغوص في عمق التجربة الإنسانية. نقرأ الفعل الحضاري، ونحاور، ونناقش، ونحتج، ولا نخلع ثوب الفضيلة أبداً». وأضاف: «في هذا العام الذي يأتي بإطلالة جديدة، نبدأ مؤتمرنا مع رجاء أن يتوّج بالنجاح، وأن نحتفل بذلك وقد توقّف شلال الدم الهادر من شريان الوطن، فكلنا نصلّي متضرعين أن تعود الأرض إلى إنسانها الأول، وأن يعلو صوت المنطق على الأصوات النشاز». وشدّد غزّي في حديث ل «الحياة»، على كون هذه المحاكاة للأمم المتحدة مبادرة طلابية بامتياز، انطلقت من مدارس «الفرندز»، ومن دون التنسيق مع أية جهة دولية أو محلية رسمية أو أهلية، ودور معلمي المدرسة ليس سوى الإشراف ومساعدة القائمين من الطلاب على هذا المشروع المتميز. وشددت نيكول زكّاك، الطالبة في مدارس «الفرندز»، والأمينة العامة للمؤتمر، والتي تماثل بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، على أرض الواقع، على أهمية هذه المبادرة الطلابية. وقالت: «هذه المبادرة عبارة عن نموذج محاكاة للأمم المتحدة، بدأت بوادره في مدارس «الفرندز» قبل عشرة أعوام، وكان المؤتمر السنوي الأول لما بات يعرف ب (Pal MUN)، أو النموذج الفلسطيني للأمم المتحدة في العام 2011». وأضافت: «بفضل هذه المبادرة، علمنا كيف نجيد الديبلوماسية للدفاع عن قضيتنا، وعمّقت إدراكنا بقضايا مختلفة في العالم». وزادت زكّاك ل «الحياة»: «اليوم، وبعد خمس سنوات، يشارك في المؤتمر 504 ما بين طلاب جامعيين وطلاب مدارس ومعلمين ومشرفين من رام الله والبيرة، والقدس، وبيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، والقدس، وطلاب من حيفا، وعكا، والناصرة. ويناقش المؤتمر قضايا مهمة في العالم، ومن يتقدمون بأوراقهم المتخصصة يجتهدون في البحث ليكونوا أهلاً لما يقدمونه من مداخلات متخصصة». وأكدت زكّاك أنه في كل عام، «نعلن للراغبين في الانضمام للمؤتمر، ونجري نحن لجنة المؤتمر اختبارات مع المتقدمين، ونختار المشاركين والمشاركات، ويتم توزيعهم على المجموعات التي تحاكي مؤسسات الأممالمتحدة، وكذلك المواضيع والقضايا التي يناقشونها وفق خبرة كل واحد منهم ورغبته في غالبية الحالات». وختمت زكّاك: «نناقش في هذا المؤتمر، 27 قضية لدول مختلفة، وفي مجالات عدة، تحت شعار «لنرفع الأعلام»، وذلك احتفاء بإنجاز رفع العلم الفلسطيني، وللمرة الأولى، في الأممالمتحدة». وأشارت الطالبة رند جبريل من مدارس «الفرندز»، إلى أن التجربة غيرت الكثير في شخصيات المشاركين على مدار السنوات الخمس الماضية في شكل بارز، ونحو الأفضل، لافتة إلى أنه في كل عام يتم اختيار عشرين طالباً وطالبة من مدارس «الفرندز» لتمثيل فلسطين في الاجتماع الدولي ل (MUN)، وهو ما ذهب إليه العديد من طلاب «الفرندز» ومعلميها وغيرها من المدارس المشاركة، ممن قابلتهم «الحياة». وكانوا ينتشرون كخلية نحل في ساحات قصر رام الله الثقافي، قبل أيام، قبيل انطلاق فعاليات المؤتمر، الذي شاركت فيه شخصيات رسمية وذات حضور محلي. كان الطلاب والطالبات يتحدثون، ويسيرون، ويخوضون نقاشات، ويلتقطون صوراً تذكارية، بكل لباقة، بما يليق بديبلوماسيين يافعين، يبدو أنهم يملكون من مؤهلات ما يجعلهم وجهاً حضارياً لفلسطين.