أشار وزير الخارجية الإميريكي جوني كيري إلى وجود حاجة إلى عملية خاصة تسمح بالتركيز على الأولويات التي تمخضت عن «الاجتماع الذي عقد مع دول مجلس التعاون في كامب ديفيد، وكذلك اجتماع الدوحة، وهذا الاجتماع في الرياض»، مؤكدا ً في المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ضرورة «توضيح طريقة اتخاذ الخطوات الأولى في شأن المفاوضات حول سورية، مع ثقة الجميع بمبادرات المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفن دي ميستورا خلال الأيام المقبلة بجمع الأطراف في إطار هذه المفاوضات». وأوضح أن «الاجتماع الأول سيكون في جنيف بهدف تحديد آلية تسمح بتنفيذ بيان جنيف والوصول إلى مرحلة انتقالية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، كذلك بيان فيينا الخاص بمجموعة دعم سورية الدولية». وأبان أن «مجموعة دعم سورية الدولية ستجتمع قريباً، وأن الجميع يرغب في المحافظة على استمرارية هذه العملية وتجربة استعداد ورغبة الأطراف للوفاء بما يتطلبه البيان وقرارات مجلس الأمن وإطلاق عملية انتقالية في سورية، ليكون ذلك واقعاً ملموساً على الأرض». وقال: «إن هناك قلقاً بشكل خاص في شأن العنف في سورية وانتشاره للدول المجاورة، ووجود فرصة متاحة لشعوب المنطقة الراغبة في السلام والاستقرار والازدهار، ونرى الصور التي تعكس حاجة 40 ألف شخص في مضايا إلى الغذاء والأدوية، وما يواجهه السوريون من إسقاط للبراميل المتفجرة التي تدمر المستشفيات والمدارس بطريقة عشوائية وتقتل الأطفال والأطباء والممرضين، مؤكداً أن هذا دافع للعمل على مقاربة مفاوضات جنيف بالكثير من الجد والأمل». وشدد على «أنه ووزراء خارجية دول مجلس التعاون يدركون العراقيل أمام التسوية السياسية في سورية، وصعوبة المهمة، بوجود انقسامات حادة في المجتمع الدولي ولا سيما في ما يتعلق بمستقبل الأسد»، مؤكداً «حق السوريين في تحديد واختيار مستقبل بلدهم، وبذل الدول قصارى جهدها لدفع عملية السلام قدماً بطريقة بناءة وتحفيز عملية الانتقال في سورية للوصول إلى السلم الذي يريده السوريون». وفيما يتعلق بالمفاوضات السورية، أوضح كيري أنهم «توصلوا إلى تفاهم في شأن إطلاق الجولة الأولى من المفاوضات، لذا سيكون هناك اجتماع لمجموعة دعم سورية بعد المفاوضات لمعالجة أية قضايا تحتاج إلى التوافق في ما بيننا، ولكن ستيفان دي ميستورا والأمم المتحدة يدركون أنهم من يوجهون الدعوات، واعتقد أن لديهم فهم إزاء التوتر والديناميكيات الموجودة، ولكننا واثقون بأن هناك سبيل يسمح بدعوة الكثير من الأطراف ذات العلاقة، بطريقة تسمح بالتوصل إلى تناغم وقدرة لدفع هذه العملية قدماً، وإذا ما كان هناك خلافات في هذا الشأن فهذا ما ستعكف عليه مجموعة دعم سورية الدولية بعد المفاوضات مباشرة، للحفاظ على استمرارية هذه العملية، ووضعها رهن الاختبار ضمن مشروعية بياني فيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي المتفقة على الحاجة إلى الوصول إلى عملية انتقالية سياسية في سورية، تفضي إلى دستور جديد وانتخابات جديدة عادلة، ووقف لإطلاق النار». وعن وجود اتفاقات أو تعهدات مكتوبة ستقدمها أميركا لدول الخليج لتوثيق هذه التطمينات قال جون كيري: «لدينا مذكرات تفاهم واتفاقات تقريباً مع جميع البلدان الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بعلاقاتنا الراهنة، حيث لدينا القواعد في بعض البلدان، وكذلك مبادلات عسكرية وبرامج تدريب تجري أيضاً في مجالات الاستخبارات، وهناك مشاركة للجيوش الأميركية والخليجية في هذه البرامج، لدينا إذاً علاقات أمنية كاملة فيما بيننا، وهناك أيضاً جوانب أخرى سوف تقدم، مثل العمل على نظام دفاعي صاروخي، ونحن لدينا مجموعات عمل تعمل على شتى الأصعدة وفي مختلف المجالات». وأضاف: هناك بعض الحالات يتم الآن تضمينها في مذكرات التفاهم أو الاتفاقات وجارٍ الاتفاق على القيام ببعض الأمور، واطمئن الجميع بأن العلاقات بين أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي مبنية على المصلحة المشتركة والدفاع المشترك، مؤكداً أن أميركا ستقف إلى جانب البلدان الخليجية ضد أي تهديد خارجي وتدافع عن هذه الأهداف معهم.