نشطت في الخرطوم أخيراً، مبادرة لإعداد أجيال قادرة على صناعة السينما، وذلك في أعقاب تراجع الإنتاج السينمائي السوداني بسبب تحجيم الحكومة، منذ انقلاب 30 حزيران (يونيو) 1989، العمل السينمائي والثقافي في البلاد قبل أن تغلق دور العرض وتعمل على إضعاف المؤسسات التعليمية في هذا المجال. وأغلقت حكومة «ثورة الإنقاذ الوطني» التي يقودها الرئيس عمر البشير منذ أكثر من 20 عاماً، العديد من دور العرض مثل «سينما كلوزيوم» العريقة (وسط الخرطوم)، والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية لقوات الشرطة قبل إزالتها لصالح شركة استثمارية في العام الماضي، بعد أكثر من 80 عاماً على تأسيسها. وأقدمت السلطات على إضعاف المؤسسات التعليمية لهذا المجال مثل تحويل «معهد الموسيقى والمسرح» إلى كلية للموسيقى والدراما تتبع إلى «جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا»، وإبدال إدارة «قصر الشباب والأطفال»، وهو مؤسسة لتنمية القدرات من خلال العمل على التدريب وخوض التجارب العملية في مجالات عدة أهمها السينما والدراما، ويملك القصر الواقع في مدينة أم درمان إحدى أكبر دور العرض السودانية. وقبل نحو عام، أعلن الإعلامي مصعب حسونة الذي يقود «مبادرة تأهيل الأطفال لصناعة الفيلم» العمل على إعداد جيل جديد قادر على مواجهة التحديات الحالية، واللحاق بالتطور الذي يشهده إنتاج السينما حول العالم وإبراز الإنتاج السوداني في الداخل والخارج. وعلى رغم أنها مبادرة طوعية ومحدودة الموارد، إلا أنها المبادرة في تنفيذ عدد من الدورات التدريبية والورش، واحتفلت بتخريج دفعات من الأطفال الذين تلقوا تدريباً عملياً في هذا المجال. وضمن خططها للعام 2016، أقامت المبادرة التي تنشر أنشطتها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ورشة عمل حول صناعة أفلام الرسوم المتحركة الأسبوع الماضي، بهدف تمليك المشاركين الخبرة في تقنية تحريك الرسوم. وأعلنت المبادرة أن الأطفال المشاركين فيها أنتجوا 13 فيلماً قصيراً، تراوحت بين تسجيلي وروائي خلال العام 2015 بعد تلقيهم التدريب اللازم، تم عرضها في أيلول (سبتمبر) الماضي، ومن بينها الفيلم الوثائقي القصير «صفحات بيضاء» الذي نشرته المبادرة على «فايسبوك». وضمن الجهود الرامية إلى إحياء السينما، أعلن المخرج طلال عفيفي قبل ثلاثة أعوام تأسيس مهرجان «سودان فيلم فاكتوري»، وهو مهرجان يعقد سنوياً لعرض أفلام السينما المستقلة، ونجح عفيفي في تنفيذ ثلاث دورات من المهرجان شهدت مشاركة واسعة من الداخل ومن دول عربية وغربية.