يحتل خبز «الصامولي» أو «الصمول» كما يدلّعه الخليجيون، مكانة بارزة في حياتنا اليومية، وهو للمعلومية الخبز المستخدم في «الساندويتش» الشعبي، أي ذاك الذي لا علاقة له بفرنسا، أو آلة التحميص، أو شرائح أي شيء مدخن. وأخيراً إذا اشتكى أحد الزوجين إلى مقرّب منه عن حالة الفتور الزوجي استخدم تعبير «صارت حياتنا صامولي وجبن سايل»، كناية عن الاتصال الليلي الشهير «تبون شيء من برا»، أو الرسالة النصية الأشهر «جب معك»، لكن الخبر السعيد أن هذه المؤشرات خاصة بالمتزوجين القدامى ممن لديهم أبناء في المدارس يحتاجون إلى هذه الأغراض التي باتت تشكّل للأب والأم ما يمكن تسميته الرومانسية التموينية. وإذا عرضنا الأمر على فلاسفة الحب، و«دكاترة» علم الاجتماع الكثيرين من دون فائدة يتبيّن أن المشكلة ليست في التنشئة العاطفية، أو طريقة الزواج، أو خط سير الحياة الزوجية التي يحتل فيها العقار والاستقدام والأهل الجانب الأكبر على حساب الأحلام والتعايش والسكن واللجوء الإنساني إلى من يحتويك، لكن المشكلة في «الصامولي» الذي أبى أن يتطور، وأبى أن يستسلم للعولمة، والنظام العائلي الجديد. الأخ العزيز «صمول» هو آخر قلاع الخبز ذي النكهة المحلية بعد اندثار خبز التنور، وتشوّه «المفرود» واشتغال الآلة مكان الأيادي المنزلية والمستقدمة، لذا تقع اللائمة عليه، وعليه وحده، في أن الحياة الزوجية الحديثة سريعة العطب، شأنها شأن كثير من أشياء حياتنا الحديثة. لذا فإنني ومن هذا المخبز، أقصد من هذا المنبر الصباحي، أنادي بمنع هذا النوع من الخبز، خصوصاً أن الجيد منه قليل، وغالباً ما يكون محشواً بالعجين الذي يفقدنا الطعم الحقيقي للجبنة السائلة أو «السائحة» فيتنكد صباح «الولاد»، وبحكم ارتباط الآباء والأمهات العضوي والنفسي بأبنائهم تتنكد مساءاتهم، فتتغير ملامح الحب إلى ملامح أخرى «مغلفة».