فيينا، موسكو، نيويورك، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - أكد نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن أن الصين «ستوافق على فرض عقوبات» جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، فيما بدأت طهران حملة ديبلوماسية تستهدف احتواء تأثير تشديد العقوبات عليها. وقال نائب الرئيس الأميركي لشبكة «أي بي سي»: «إنها المرة الأولى التي يتوحّد فيها العالم أجمع ويعتبر أن إيران تجاوزت الحد». واعتبر أن قادة النظام الإيراني «أكثر عزلة من أي وقت مضى، أمام شعبهم وفي المنطقة»، وتوقع أن يتم تشديد العقوبات بحلول نهاية الشهر الجاري، أو بداية الشهر المقبل. في الوقت ذاته، أكد بايدن أن إسرائيل لن تشن هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية. لكن وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مصادرها أن الصين اقترحت تغييرات في مسودة المشروع الأميركي للعقوبات، في شكل يؤدي الى إضعافها. من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لا يستبعد اتخاذ مجلس الأمن «إجراءات ضد إيران قريباً»، إذا لم تتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي. وقال: «إذا ظلت الأمور على حالها، أي في الطريق المسدود، أعتقد أن مجلس الأمن لن يبقى في موقف المراقب اللامبالي لمدة طويلة». من جهة ثانية، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أمس، انه أجرى ب «نجاح» المرحلة الأولى من مناورات عسكرية تستمر ثلاثة أيام في مياه الخليج ومضيق هرمز. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن المرحلة الأولى من المناورات، انتهت بتدريب على «تدمير فرقاطة حربية مفترضة للعدو». وأشارت الوكالة الى اختبار زورق «ذكي وسريع جداً» أُطلق عليه اسم «يا مهدي». وتجري إيران مناورات عسكرية في الخليج ومضيق هرمز سنوياً منذ 2006، لكن في فصل الصيف. ولم تقدم طهران تفسيراً لهذا التغيير في الموعد، والذي يأتي وسط انتقادات المسؤولين الإيرانيين لما يعتبرونه «تهديد» الرئيس الأميركي باراك أوباما باستخدام سلاح نووي ضد طهران. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل إن واشنطن «غير قلقة» من المناورات التي اعتبرها مجرد «اختبار أسلحة». أما الناطق باسم البحرية الأميركية في الخليج مات آلِن فأشار الى أن الأسطول الخامس لا يتوقع «تأثيراً مهماً» للمناورات على عملياته. وقال: «كي أكون حذراً، إننا مدركون تماماً لنشاطات بحريات الدول الأخرى، مثل إيران، كما أننا واثقون من انهم واعون لنشاطاتنا». وتأتي المناورات التي تتزامن مع الذكرى ال31 لإنشاء «الحرس»، في وقت رفع «البنتاغون» تقريراً الى الكونغرس، يفيد بتعزيز «الحرس» «تواجده في أميركا اللاتينية، لا سيما في فنزويلا». وحذر «البنتاغون» من أن الاحتكاكات بين القوات الأميركية والإيرانية «قد تصبح أكثر احتمالاً»، إذا كثفت الولاياتالمتحدة تواجدها في المناطق التي يتواجد فيها «الحرس»، مشيراً إلى أن هذه الاحتكاكات قد تكون «مباشرة» أو «عبر مجموعات متطرفة يدعمها الحرس». على صعيد آخر، يزور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فيينا بعد غد الأحد، في إطار جولة لمسؤولين إيرانيين على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لمحاولة إضعاف العقوبات التي تسعى الولاياتالمتحدة إلى فرضها. وسيلتقي متقي نظيره النمسوي مايكل شبينديليغير، كما أفيد انه سيجتمع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو. يذكر أن النمسا عضو غير دائم في مجلس الأمن، مثل أوغندا التي يزورها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد غداة لقائه رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في هراري أمس. ولمّح رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي إلى إمكان تخلي طهران عن المطالبة بتبادل الوقود النووي على أراضيها، «شرط وجود ضمانات عملية». وقال: «هناك طرق عدة لإعطاء إيران ضمانات ملموسة. يمكننا مناقشة هذه الضمانات خلال المحادثات. نحن مستعدون لبدء مفاوضات من دون شروط مسبقة». وكان صالحي يرد على سؤال عن إمكان إجراء التبادل في تركيا. وأوردت صحيفة «توداي زمان» التركية أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو التقى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون ومفوّض التوسيع في الاتحاد شتيفان فولي في بروكسيل أمس. ونقلت الصحيفة عن داود أوغلو قوله أنه يحمل «اقتراحاً» لتسوية سلمية للملف النووي، مضيفاً: «نشهد هذه الأيام أول تحركات حول الملف الإيراني، منذ تشرين الأول (أكتوبر)» الماضي. وتأتي الزيارة المفاجئة لداود أوغلو لبروكسيل، بعد زيارته طهران الثلثاء الماضي وتلقيه من المسؤولين الإيرانيين «رداً جيداً جداً» على «اقتراحات ملموسة» ناقشها معهم، للتسوية.