حتى الآن لا تعرف الطفلة إشراق أنها ضحية خطأ طبي ربما تلازمها نتائجه طويلاً إن لم يكن إلى الأبد. وحتى موعد إجراء الجراحة الثالثة لا يعرف والداها اللذان طغى عليهما الحزن مصير يد ابنتهما.فإشراق تصارع شلل الإرب بسبب تمزق الضفيرة جراء خطأ طبي في تاريخ 1/10/1428ه في احد المجمعات الطبية الخاصة في جازان. ويقول ل «الحياة» ناصر هادي أيوب والد الطفلة: «طفلتي تجاوزت السنتين منذ ثلاثة أشهر وهي مهددة بالإصابة بالشلل في يدها اليسرى، وما أزال حتى الآن أشعر بتأنيب الضمير». ويعود أيوب بالذاكرة إلى الوراء، وتحديداً إلى بداية القصة: «ولدت إشراق في مجمع طبي في جازان وبعد أن دفعت تكاليف الولادة، لاحظت أن يد إشراق اليسرى غير طبيعية وهذا ما لاحظته والدتها أيضاً»، موضحاً بأنهما اتجها إلى طبيبة الأطفال في المجمع نفسه، والتي أخبرتهما بإصابتها بشلل الإرب (تمزق الضفيرة عند الولادة)». ويضيف: «كانت حالة يد إشراق اليسرى غير طبيعية، فقد اعتقدنا في البداية أنه عيب خلقي، إلى أن أوضحت طبيبة الأطفال أن لديها خلعاً في الأعصاب أثناء الولادة وأنها تحتاج إلى إجراء جراحة»، لافتاً إلى أن الأطباء في مستشفى جازان العام ومستشفى القوات المسلحة في الهدى ومن ضمنهم الدكتور إبراهيم تباركي استشاري أعصاب الأطفال وبعد عمل الفحوصات والأشعة اللازمة أكدوا أن السبب يعود إلى خطأ طبي أثناء جراحة الولادة أدى إلى خلع الكتف الأيسر لإشراق كما أخبرنا بمستشفى القوات المسلحة بالهدا. ولا يخفي أيوب أنه ومنذ ذلك الحين وضع نصب عينيه علاج ابنته، «لا أريد أن تستمر إصابتها طويلاً، الآن أثر الشلل لا يتجاوز الأذى الجسدي ولكن عندما تكبر ابنتي ربما يمتد إلى الأذى النفسي». تنقل أيوب بابنته بين مستشفيات عدة، أحياناً للعلاج وأحياناً أخرى لإجراء علاج طبيعي ولكن من دون فائدة، ما اضطره إلى علاجها في مستشفى خاص. ويستطرد: «قرر الأطباء هناك إجراء جراحتين، يتم في الأولى نقل عصب من أسفل الكف إلى الأعلى، وفي الثانية يتم نقل عصب من الظهر إلى الكتف» وبالفعل تم ذلك قبل نحو شهرين وقد كلفني ذلك نحو 41 ألف ريال»، لافتاً إلى أنه سيكون هناك جراحة ثالثة هي عبارة عن تكسير العظم الموجود بين الكتف ومفصل الكوع.