تعاود عجلة منافسات دوري عبداللطيف جميل السعودي الدوران من جديد بعد فترة توقف تجاوزت ال20 يوماً، إذ تقام ثلاث مواجهات في غاية الأهمية ضمن حسابات الجولة ال24، فالرائد والتعاون يلتقيان في «دربي القصيم»، والنهضة يستضيف العروبة، والفيصلي يواجه نجران. الرائد - التعاون مباراة تنافسية لا تخضع في معظم المناسبات لأي مقاييس أو حسابات تسبق صافرة البداية، إلا أن مواجهة الليلة ذات اعتبارات مختلفة، فالتعاون باتت طموحاته مزاحمة للكبار على مراكز المقدم، في الوقت الذي انحصرت آمال الرائد بالبحث عن مقعد البقاء موسماً جديداً، ووسط المعادلات الصعبة في أوراق المدربين ستكون الجماهير على موعد مع الإثارة والندية. الرائد صاحب ال24 نقطة في المركز ما قبل الأخير، ليس أمامه خيار سوى تحقيق الفوز ولاشيء غيره وانتظار نتائج الجولتين المقبلتين للهرب من شبح الهبوط، والمدرب الجديد البلجيكي مارك بريس يدرك صعوبة المهمة أمام الغريم التقليدي الذي يعيش أفضل أحواله الفنية، كما أنه يعلم أن المباراة ذات رونق مختلف ونكهة خاصة لجماهير الفريق، ما يجعله أمام اختبار ليس بالسهل، وخصوصاً أن الإدارة تعاقدت معها أخيراً خلفاً للمُقال الجزائري زين الدين زكري بعد تردي نتائج الفريق وتأرجح مستوياته الفنية، ولا مجال للحديث عن مكامن القوة والضعف، فالفريق مطالب بالفوز في أي ظرف لرد الاعتبار من خسارة الدور الأول والتقدم خطوة نحو مناطق الأمان. وفي الجهة الثانية، تختلف طموحات التعاون، فالفريق يحتكم على 32 نقطة في المركز الخامس ويمني النفس بثلاث نقاط تعزز فرص حصوله على إحدى بطاقات المشاركة في دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، والفريق قدم مستويات هائلة هذا الموسم بإشراف المدرب الجزائري توفيق روابح، وجماهيره لن تقبل بغير الانتصار لمواصلة رحلة الحلم نحو بطاقة التمثيل الآسيوي. خطوط السكري حبلى بالأوراق الرابحة التي يتمناها أي مدرب في المواجهة الحاسمة، وإن كان الحضور اللافت في معظم المناسبات يكون من نصيب البرازيلي ريتشي والكاميروني أيفولو والأردني شادي أبو هشهش، إضافة إلى حيوية صالح المحيميد وثامر المشيقح. وتمتاز خطوط الفريق بالحماسة والقتالية طوال الدقائق التسعين، وتبدو حظوظ السكري أوفر من غريمه الرائد بالخروج بالنقاط كاملة عطفاً على الفوارق الفنية التي تصب لمصلحة فريق التعاون. النهضة - العروبة يحاول النهضة التمسك بآخر حسابات البقاء، إذ يملك 15 نقطة في المركز الأخير، والخسارة أو التعادل تعني المغادرة الرسمية إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بغض النظر عن مواجهات الجولتين المقبلتين، لذا ستكون المواجهة في غاية الصعوبة للمدرب التونسي جلال قادري ولاعبيه، ولا مجال للتفكير بغير الأسلوب الهجومي منذ الصافرة الأولى، وخصوصاً أن الخسارة لا تختلف عن التعادل، فالفوز وحده يبقي على فرص الفريق بالبقاء، خلاف ذلك سيكون النهضة أول المغادرين. وفي الطرف الثاني، يتطلع العروبة إلى وضع يده على نتيجة المباراة والتحرك قليلاً من معترك الهبوط، فالفريق لديه 24 نقطة في المركز ال12، والخسارة ربما تضعه على مشارف الوداع المر، لذا سيبذل المدرب جميل بلقاسم قصارى الجهد لتفادي الخسارة في أقل تقدير، ولديه عدد من العناصر الجيدة التي تساعده في تنفيذ مخططاته الفنية، وفي مقدمهم الأردني عبدالله ذيب والمصري إبراهيم صلاح ومشاري العنزي وموسى الشمري، إلى جانب يقظة الحارس رافع الرويلي. الفيصلي - نجران مواجهة متكافئة وطموحات متشابهة، فكلاهما يمتلك 25 نقطة، ويتقدم نجران بفارق الأهداف، وكلاهما محاط بخطر الهبوط، لذا سيكون الصراع على أشده بين الفريقين للظفر بأثمن النقاط في حسابات البقاء، وسيحاول المدربان السوري نزار محروس لنجران، والإيطالي جيوفاني للفيصلي كسب المواجهة بغض النظر عن المستوى الفني، وكلاهما يملك عناصر الكسب، وتظل الكلمة العليا للفريق الذي يستثمر مهاجموه الفرص التي ستتاح خلال دقائق المباراة التسعين.