في سابقة هي الأولى من نوعها في الوسط الفني الأردني، ألغت محكمة العدل العليا، نتائج انتخابات عمومية نقابة الفنانين لنقيبها ومجلسها الجديدَين، التي جرت في 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2009. وانعكس القرار الأخير على الحراك الفني في البلاد، فالنقابة هي المخولة قانونياً بالإشراف على مجمل النشاط الفني للفنانين المحليين، والعرب والأجانب ممن يتواجدون للعمل على الساحة الأردنية. ونفى مدير الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة غسان طنش وجود خلل في الإجراءات، مؤكداً أن «الانتخابات لم تشبها شائبة»، مضيفاً: «حضرتُ عملية الانتخابات كمراقب، ولم ألمس وجود خلل أثناءها». قرار إلغاء النتائج الصادر عن محكمة العدل العليا، جاء في حيثياته أن إجراءات العملية الانتخابية كانت «باطلة» و «لاغية»، وذهب القرار الصادر في الجلسة التي عُقدت الخميس الماضي برئاسة رئيس المحكمة فؤاد سويدان وعضوية أربعة قضاة، إلى أن «الانتخابات التي أجريت بدلاً من آذار (مارس) 2009، باطلة ومخالفة للقانون ومستوجبة للإلغاء». وأكد طنش احترامه لقرار المحكمة، موضحاً أن الخلل الذي طعنت بموجبه المحكمة بالانتخابات، يرتبط بموعدها وليس بإجراءاتها. وأضاف: «نحن لا نملك إلا أن نحترم قضاءنا النزيه». وحول تسيير أعمال النقابة بعد تنفيذ القرار، أوضح طنش أنه بموجب قانون نقابة الفنانين رقم 23، فإن الوزير خلال 30 يوماً سيدعو لانتخابات جديدة. وأشار الفنان حسين الخطيب الذي فاز بمنصب النقيب في هذه الانتخابات، إلى أن النقابة «لم تتسلم بعد القرار الذي أبطل الانتخابات استناداً إلى الدعوى التي رفعها عدد من أعضاء الهيئة العامة، على اعتبار أن الانتخابات لم تجرِ في موعدها». وأوضح الخطيب أن الطعن في الانتخابات كان ل «حيثيات كثيرة»، وفي مثل هذه الحالة «سننتظر قراراً من وزير الثقافة، الذي يقوم بدوره، ووفقاً للقانون، بتشكيل لجنة من الوزارة ومن أعضاء الهيئة العامة للتمهيد لإجراء انتخابات خلال شهر من تسلّمنا القرار»، معتبراً القرارات التي اتخذها مجلس النقابة سواء ما يتعلق بالأنشطة والبرامج والتشريعات «نافذة وفقاً لأحكام القانون». نقيب الفنانين السابق محمد يوسف العبادي، أحد الذين رفعوا دعوى الطعن بالانتخابات، قال ل «الحياة» إن هذا القرار «انتصار للحق، وللفنان الأردني، وللعدالة، ومؤشر على الديموقراطية التي ينعم بها الوطن»، وأضاف: «أسجل شكري وتقديري للقضاء النزيه، فبقاء خلل في الجسم النقابي ستكون نتائجه عكسية ووخيمة على مسيرة الحركة الفنية الأردنية التي بدأت نظيفة واستمرت، ونتمنى أن تستمر». ورأى العبادي أن هذا القرار «تحذير لمن تسول نفسه له الاعتداء على أنظمة النقابة وقوانينها، من أجل مصلحته الشخصية، وسيدفعه للتفكير مرات قبل أن تمتد يده إلى العبث بالمصلحة العامة للفنانين». كانت عمومية نقابة الفنانين، انتخبت في الثلاثين من تشرين الأول 2009، حسين الخطيب نقيباً لها، حيث نافسه على هذا المنصب كل من: مشهور الحديد، موفق الرهايفة، محمد يوسف العبادي، د.ريم سعادة، عروة زريقات، قبل أن تُحسم النتيجة في الجولة الثانية لصالح الخطيب ب232 صوتاً، بعدما تقدم على العبادي الذي حصل على 179 صوتاً.