كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة ساو باولو البرازيلية، أنّ ممارسة الرجال للرياضة لمدّة عقدين أو أكثر، تزيد فاعلية اللقاح المضادّ للإنفلونزا عندما يتلقّونه. وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ممارسة الرياضة بانتظام على مدى فترة طويلة قد تزيد من فاعلية لقاحات الانفلونزا السنوية لدى الرجال الأكبر سناً. وأشارت إلى ان الرجال الذين مارسوا الرياضة لمدة تصل الى العقدين، تتوفر لديهم مستويات من المناعة لمحاربة عدوى الانفلونزا أكبر بثلاث مرات مما لدى الرجال غير النشطين. وذكرت الدراسة أن فوائد الرياضة المنتظمة في محاربة الانفلونزا تختلف بحسب نوع الرياضة التي يمارسها الرجال، مثل رياضات "الايروبيك" أو "تاي تشي"، موضحة أن عدم الاستجابة للقاحات، والتي تدعى «قلة المناعة مع التقدم في العمر»، هي أحد أسباب المرض والموت لدى كبار السن. وقام باحثون في جامعة ساو باولو باختيار 61 رجلاً متطوعاً من الذين حصلوا على لقاح الانفلونزا، وتراوحت اعمارهم بين 65 و85 عاماً. وكان جميع المتطوعين قد تلقوا اللقاح خمس سنوات متتالية. ومن بين المشاركين 23 رجلاً من الذين يمارسون رياضة الكرة الطائرة أو كرة السلة مرتين او ثلاث مرات اسبوعياً، و22 رجلاً يؤدون تمارين اخرى بينها الركض لمسافة تبلغ حوالى 30 ميلاً لأكثر من اسبوع، و16 آخرين غير نشطين ولا يمارسون اي تمرينات رياضية. وتم قياس الأجسام المضادة للانفلونزا بأنواعها خلال فترة الدراسة، وتم قياسها قبل أخذ اللقاح وبعده بستة أسابيع، وكذلك بعد ستة شهور. واظهرت الدراسة انه بعد ستة أسابيع من اخذ اللقاح، فإن 73 في المئة من الرجال الممارسين للرياضة ارتفعت عندهم المناعة ضد انفلونزا «اتش ون ان ون» (H1N1)، و87 في المئة ضد «اتش 3 ان 2» (H3N2) و 64 في المئة ضد سلالة «بي» (B). وبالمقارنة بنسب المناعة لدى الرجال غير النشطين، فإن النسب كانت 66 في المئة و60 في المئة و33 في المئة ضد السلالات الثلاث من الانفلونزا على التوالي. وقال الباحثون إن المناعة قلت بعد ستة أشهر لدى كل المشاركين، إلا انها ظلت مرتفعة عند الأشخاص الأكثر نشاطاً والممارسين للرياضة بانتظام، مشيرين إلى أن الدراسة كانت صغيرة نسبياً ولم تشمل النساء. وكانت دراسة سابقة نشرتها جامعة «كويزلاند» أفادت بأن الجهاز المناعي للأشخاص من عمر 40 سنة وحتى ال 70، يستطيع تذكر الفيروسات والأمراض جيداً، وربما أفضل من السابق، وهو ما يقلل فرص الإصابة بالإنفلونزا بالمقارنة بمرحلة العشرينات من العمر، وأنه إذا كان عدد مرات الإصابة بالإنفلونزا لدى الشباب يصل إلى ثلاث مرات سنوياً، فإن الاحتمال يقل عند الأشخاص في عمر الشيخوخة إلى مرة واحدة فقط.
